العموم نيوز: في اليوم العاشر من عملية “ردع العدوان”، أعلنت المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على مدينتي الرستن وتلبيسة ودخولها بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي، بينما سيطرت فصائل أخرى على مناطق في درعا على الحدود مع الأردن، بالإضافة إلى بعض المواقع في السويداء المجاورة.
وفي محاولة لوقف تقدم الفصائل المعارضة، شن الطيران الحربي السوري ضربات مكثفة استهدفت جسرًا يربط ريف حمص بحماة، كما استقدم الجيش السوري تعزيزات عسكرية إلى المنطقة. من جهته، نفى الجيش السوري الأنباء التي تحدثت عن دخول الفصائل المسلحة إلى قلب مدينة حمص بعد السيطرة على ريفها الشمالي، مؤكدًا أن قواته لم تنسحب من المدينة، التي تعتبر من أهم المواقع الاستراتيجية في البلاد.
وأكد مصدر عسكري سوري أن الجيش يتعامل مع الطائرات المسيّرة التي اخترقت المدينة، كما ذكر أن قواته منتشرة على خطوط دفاعية معززة بقوات إضافية ومدعومة بمختلف أنواع العتاد العسكري. جاء ذلك بعدما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن انسحاب الجيش السوري من بعض المناطق في حمص.
وفي الوقت الذي أفادت فيه الفصائل المسلحة بأنها باتت على بعد 5 كيلومترات من مدينة حمص، اعتبر بعض المراقبين أن المعركة الحقيقية تتمركز الآن في قلب المدينة. وكانت الفصائل قد سيطرت على ريف حمص الشمالي بسرعة كبيرة ودون مقاومة تذكر، مما مكنها من دخول مدينة تلبيسة والرستن.
وقد بدأت “هيئة تحرير الشام” وفصائل أخرى هجومها قبل أكثر من أسبوع من معقلها في إدلب، مما أسفر عن مقتل أكثر من 800 شخص حسب المرصد السوري. كما أعلنت الفصائل أنها قتلت أكثر من 65 جنديًا وضابطًا من الجيش السوري.
وفيما يخص تطورات الوضع في حلب، بدأت الحياة تعود تدريجيًا إلى أحياء المدينة وأسواقها خلال النهار، إلا أن الطرقات والأسواق ما زالت خالية في الليل بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة.
وفي تداعيات الأحداث، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي حالة التأهب القصوى في الجولان المحتل قرب الحدود السورية، خشية تقدم المعارضة المسلحة نحو الجنوب. كما أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن قلق تل أبيب من التطورات في المنطقة.
على الصعيد الدبلوماسي، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إنه سيجتمع مع نظيريه الروسي والإيراني في الدوحة اليوم السبت لمناقشة تطورات الوضع في سوريا في إطار صيغة اجتماعات أستانا. وفي السياق ذاته، أعلن مسؤول إيراني عن قرار طهران زيادة وجودها العسكري في سوريا لدعم نظام الرئيس بشار الأسد، بما في ذلك إرسال صواريخ وطائرات مسيرة وزيادة عدد المستشارين العسكريين.
من جهة أخرى، أكدت الحكومة العراقية أنها تواصل جهودها الدبلوماسية لاحتواء الأزمة السورية، محذرة من تأثيراتها على أمن العراق. وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن بلاده تتمسك بموقفها الثابت في دعم وحدة سوريا وأمنها واستقرارها.
فيما عقد وزراء خارجية العراق وسوريا وإيران اجتماعًا ثلاثيًا في بغداد لبحث آخر التطورات، حيث شددوا على أهمية التنسيق المستمر بين البلدان لضمان استقرار المنطقة. كما حذّر الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد من تبعات الأزمة السورية على السلم والأمن الدوليين.
وفي سياق متصل، طالبت السفارة الروسية في دمشق رعاياها بمغادرة البلاد في ظل تفاقم الوضع الأمني. وقالت روسيا إن ما يحدث في سوريا “لعبة معقدة” وأنها لا تملك خطة لإنقاذ الأسد ما دام الجيش السوري يترك مواقعه.
فيما يتعلق بالجنوب السوري، ذكرت مصادر أن فصائل المعارضة سيطرت على حواجز للجيش السوري في ريف درعا، وهجمت على اللواء 52 التابع للجيش في المدينة. كما انسحبت قوات من الفرقة الرابعة السورية من معبر نصيب الحدودي مع الأردن بعد سيطرة المسلحين عليه. وفي السويداء المجاورة، سيطر مسلحون على مواقع أمنية وعسكرية، فيما انسحبت آليات عسكرية للجيش السوري من منطقة اللجاة شمال غربي السويداء.