Home اختيارات رئيس التحريرأعطوا الناس حقهم في المشي

أعطوا الناس حقهم في المشي

د. أشرف الراعي

by editor
80.3K views
A+A-
Reset

تحولت الكثير من الأرصفة في عمان من مساحة للمارة إلى ساحات محتلة: سيارات مصطفة بلا رحمة فوق الممرات، وأشخاص يدّعون أنهم “فاليه” يفرضون سيطرتهم على الشارع، وكأنهم أوصياء عليه، دون حسيب أو رقيب، وإن حالفك الحظ وتفاديت هؤلاء، ستفاجأ بأشجار نمت بطريقة عشوائية أو ببسطات تمددت حتى التهمت الأرصفة.

في كل صباح، يمضي سكان عاصمتنا إلى أعمالهم ومدارسهم ومشاويرهم اليومية، يخرجون بثقة وأمل، ويمنّون النفس بأن يجدوا في شوارع المدينة مساحة آمنة للمشي والتنقّل، ولو بضع خطوات على رصيف يحترمهم كأشخاص وكمواطنين، لكن الواقع المؤلم في بعض مناطق العاصمة، كالصويفية وجبل الحسين وغيرهما من الشوارع الحيوية، يقول غير ذلك.

ما يحدث ليس مجرد فوضى تنظيمية، بل أصبح يشكّل خطراً حقيقياَ على حياة الناس؛ حوادث دهس مروعة، أطفال وكبار سن يضطرون للسير في الشارع، وأمهات يحملن أطفالهن ويتنقلن بين السيارات، بحثا عن فسحة آمنة للمشي. فهل هذه هي المدينة التي نحلم بها؟.

من هنا، وبثقة ومحبة، أتوجّه بدعوة إلى معالي أمين عمّان، الدكتور يوسف الشواربة، لإجراء زيارة ميدانية سريعة إلى تلك المناطق… زيارة بعين المسؤول، لا تحتاج إلى موكب أو تجهيزات؛ فقط نظرة صادقة إلى واقع يُفترض ألّا يرضينا.

نعلم أن لدى الأمانة خططاً ورؤى متقدمة، وأن هناك جهودا لا تُنكر لتحسين البنية التحتية، ولكن ما نحتاجه اليوم هو لمسة إنسانية تُعيد الرصيف للمشاة، وتحمي أرواحهم، وتحترم حقهم في التنقل الآمن.

الشارع ليس للسيارة وحدها، والرُصُف ليست أملاكا خاصة.. إنها حق عام، يجب أن يبقى مصانا؛ فكرامة المدينة تبدأ من احترام تفاصيلها الصغيرة، والرُصُف ليست تفصيلاً ثانوياً… بل هي مرآة حضارتنا.

آن الأوان لأن نستعيد الأرصفة، لا بالشكاوى، بل بالتنظيم والرقابة والإرادة.

أعطوا الناس حقهم في المشي.. فقط المشي.

You may also like

Leave a Comment

اخر الاخبار

الاكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة العموم نيوز

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00