لندن: محمد الطّورة
“أليس فيكم رجل رشيد”
أهمية وضرورة إعادة التفكير في الرسوم المفروضة على المواقع الإخبارية تجاوباً مع الرسالة التي بعث بها ناشروا المواقع الأخبارية الأردنية إلى نقيب وأعضاء نقابة الصحفيين الأردنيين هذا اليوم
تواجه العديد من الجهات العامة والخاصة ظروفاً تتطلب منها مراجعة بعض قراراتها، خاصة عندما تظهر ردود أفعال متباينة تجاه تلك القرارات. تعكس هذه الردود شعور اصحاب الاعمال وتسمح للجهات بفهم احتياجاتهم بشكل أفضل.
تتطلب المسؤوليات العامة في كثير من الأوقات الجرأة والشجاعة. يجب على الجهات أن تكون مستعدة لتقييم مدى تأثير قراراتها على بيئة الاعمال. في بعض الأحيان، قد يكون من الضروري إلغاء أو تعديل قرار ما استجابةً لردود الفعل العامة. هذه الجرأة تسهم في تعزيز الثقة بين كافة الأطراف.
يجب أن تكون هناك مناقشات مفتوحة وحلول مبتكرة تتماشى مع الجهود الرامية إلى دعم بيئة العمل في البلاد ،مؤسسات الإعلام الوطني احد القطاعات التي يجب التركيز عليها ومراعاتها عند اصدار اي قرارات تتعلق بعملها ، إن الدعم المستدام للمؤسسات الإعلامية يمكن أن يحقق التوازن المطلوب بين الحفاظ على المهنة وتسهيل الوصول إلى المعلومات للجمهور.
منذ عدة أشهر، كنت أتابع عن كثب من لندن القرارات المتتالية التي تصدرها نقابة الصحفيين الأردنية، والتي تركز بشكل خاص على المواقع الإخبارية. من حيث الشروط المطلوب توفرها برؤساء التحرير كالعضوية في نقابة الصحفيين والتفرغ التام لشغل موقع رئيس تحرير في احد المواقع.
المواقع الإخبارية في الأردن تواجه في الأونة الأخيرة مجموعة من التحديات المالية المعقدة، والتي تزداد تفاقماً نتيجة القرارات الجديدة التي تم اعتمادها من قبل نقابة الصحفيين الأردنية. وذلك من خلال لزام تلك المواقع دفع مبالغ سنوية كرسوم للنقابة وبأثر رجعي، هذه القرارات تزامنت مع الوضع المالي الحالي الذي تعاني منه هذه المواقع مما شكل عقبة كبيرة أمام أستمرار بعضها نظراً لعتمادها على إيرادات محدودة وغير مستدامة.
أحد التحديات الكبيرة التي تواجه المواقع الأخبارية هي الأعباء المالية المرتبطة بالاشتراكات في النقابة. وبالنظر إلى أن هذه الاشتراكات تعتبر إلزامية، فإنها تضع عبئاً إضافياً على الميزانيات المحدودة للمؤسسات الإعلامية. العديد من المواقع الإخبارية الصغيرة، التي لا تملك موارد كافية، قد تجد نفسها مضطرة لتقليص عدد الموظفين أو تقليل الإنتاج الصحفي لضمان الاستمرار في تغطية هذه النفقات.
علاوة على ذلك، تساهم التحديات الاقتصادية الأوسع في رفع مستوى الصعوبات المالية. تآكل الموارد المالية المتاحة يُجبر بعض المواقع على البحث عن استراتيجيات تمويل جديدة، مثل الاعتماد على الإعلانات أو الدعم من الجهات الخارجية. ومع ذلك، هذه الحلول ليست دائماً كافية، حيث أن الاعتماد على الإعلانات قد يكون غير مستقر ومتأثراً بتقلبات السوق الاقتصادية.
كما أن قلة الدعم الحكومي للمؤسسات الإعلامية تؤثر سلباً على قدرتها على المنافسة في ظل الظروف الراهنة. المواقع الإخبارية تُواجه تحديات أيضاً في استقطاب المواهب الصحفية بسبب انعدام الثقة في القدرة على توفير بيئة عمل مستقرة. تساهم جميع هذه العوامل مجتمعةً في تقليل فرص التوظيف، مما يظهر الحاجة الملحة لإيجاد حلول مبتكرة لتحسين الوضع المالي لهذه المؤسسات. كل هذه التحديات تجعل من الضروري استعراض السياسات المالية والإستراتيجيات التي يمكن أن تساهم في دعم القطاع الإعلامي المحلي