لندن: كتب محمد الطّورة
قمة المسؤوليةعندما تتقدم خدمة الوطن على غيرها من الإعتبارات الضيقة الآخرى
في الحياة، نجد أن لدينا الكثير من الأولويات التي نتعامل معها يوميًا. ومع ذلك، هناك شيء واحد يجب ندركه جميعاً أفراد ومؤسسات وأن يكون في قمة هذه الأولويات، وهو خدمة الوطن. عندما تُعطى خدمة الوطن الأولوية، فإنها تعكس التزامنا وولاءنا للأرض التي نعيش عليها، وللناس التي نشاركهم الحياة.
تعد الوساطة بين مؤسسات الوطن وشريحة من أبناءه إحدى الأدوات الفعالة في تحقيق التفاهم وحل الخلافات. في كثير من الأحيان، يواجه الوطن تحديات تختلف في طبيعتها وأسبابها، مما يستدعي وجود طرف ثالث يتولى الوساطة. هذه الوساطة تعمل على إزالة سوء الفهم وتقديم رؤية موضوعية تساعد الطرفين في التوصل إلى نتائج إيجابية.
الحوار الهادئ هو العنصر الأساسي في أي عملية وساطة. فعندما يتمكن أبناء الوطن من طرح وجهات نظرهم في بيئة سليمة، فإن ذلك يسهم في بناء الثقة وتقريب وجهات النظر. الوساطة تسهل هذه العملية، مما يساعد على الوصول إلى حلول مرضية لجميع الأطراف دون الحاجة إلى الضجيج والجدل.
إن الوساطة بين مؤسسات الوطن وبعض أبناءه تساهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والسياسي. من خلال تقريب وجهات النظر وحل الخلافات وإزالة سوء الفهم، تساهم هذه العملية في بناء مجتمع متماسك يحقق المصالح العامة. وهذا يعد من العناصر الأساسية في أي تطور وطني، حيث تعمل الوساطة على دعم التوافق الاجتماعي وتعزيز فرص التنمية في جميع مجالات الحياة.
ختاماً لا بد من القول أن نكران الذات يُعد واحدة من القيم الإنسانية العليا. فهي تدل على القدرة على التضحية بالمصالح الشخصية من أجل مصلحة أكبر. يُبرز نكران الذات الروح الجماعية ويساعد في بناء مجتمع متماسك ومترابط. فكلما استطاع الفرد أن يضع مصلحة الوطن فوق مصلحته، كانت النتائج إيجابية على الجميع،هذا ما تربيت عليه وتعودت على فعله خلال ثلاث عقود من الأنخراط في مجال العمل العام .