العموم نيوز- استعرض عاهل بريطانيا الملك تشارلز الثالث مهاراته اللغوية، حيث ألقى أجزاءً من خطابه باللغة الإيطالية أثناء مخاطبته النواب من مجلسي البرلمان الإيطالي في مجلس النواب يوم الأربعاء.
وقال تشارلز الثالث إنه “تشرّف” بـ”الدعوة الكريمة” من الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا للقيام بزيارة دولة إلى إيطاليا، ليصبح بذلك أول ملك بريطاني يلقي كلمة أمام البرلمان.
مزاح
وقال مازحًا: “آمل ألا أفسد لغة دانتي لدرجة أنني لم أعد مدعوًا لزيارة إيطاليا”. إنه لشرف عظيم لي، قبل كل شيء، أن أُدعى للتحدث إليكم جميعًا، وهي المرة الأولى التي يُلقي فيها ملك بريطاني كلمة أمام هذه المؤسسة الديمقراطية العريقة.
وأضاف: إيطاليا بلد عزيز على قلبي وقلب الملكة، كما هو الحال بالنسبة للعديد من البريطانيين.
وأثناء حديثه باللغة الإيطالية، قال إنه من المهم بالنسبة له العودة إلى إيطاليا، بعد زيارات عديدة بصفته أمير ويلز، في الذكرى العشرين لزواجه من الملكة كاميلا، التي يحتفل بها الزوجان الملكيان يوم الأربعاء.
وحذر الملك تشارلز من ضرورة تكاتف الديمقراطيات، مثل المملكة المتحدة وإيطاليا، في ظل هذه الظروف الدولية العصيبة، حيث أصبح أول ملك بريطاني يُلقي كلمة أمام مجلسي البرلمان الإيطالي.
تصفيق
ولقي الملك تصفيقًا حارًا من البرلمانيين في روما، أثناء إلقائه خطابًا في اليوم الثالث من زيارته الرسمية لإيطاليا.
كان خطاب الملك أمام المشرعين الإيطاليين، في قاعتهم المزخرفة بقصر مونتيسيتوريو، بمثابة دعوة حاشدة للدفاع عن القيم المشتركة وضرورة تعزيز الشراكة العسكرية بين المملكة المتحدة وإيطاليا.
ورحب الملك، وهو يقف أمام علمي إيطاليا والاتحاد الأوروبي: “كلاهما دولتان أوروبيتان” بوقوف المملكة المتحدة وإيطاليا إلى جانب أوكرانيا في محنتها، لكنه حذّر من أن صور الحروب تتردد أصداؤها الآن في جميع أنحاء القارة، وأن الشباب يشاهدون صور الدمار على هواتفهم الذكية وأجهزتهم اللوحية.
وقال الملك: “لا ينبغي أبدًا اعتبار السلام أمرًا مفروغًا منه”.
علاقات تاريخية
وألقى الملك جزءًا من خطابه باللغة الإيطالية، وتحدث عن التاريخ الطويل بين المملكة المتحدة وإيطاليا والثقافة المشتركة، التي تعود إلى عهد الرومان القدماء الذين وصلوا إلى شواطئ بريطانيا التي كانت تعصف بها الرياح.
وقال عاهل بريطانيا: كان من بين عناصر الثقافة التي استُقبلت إحياء حفلات موسيقية في إيطاليا موسيقيون مثل إد شيران.
وأعرب الملك أمام البرلمان عن رغبته في تعزيز الروابط مع إيطاليا، “بلد عزيز على قلبي”.
وبصفته رئيسًا للكومنولث، تحدث أيضًا عن دور القوات الكندية في المساعدة على تحرير إيطاليا في الحرب العالمية الثانية.
وقد لاقى الخطاب استحسانًا كبيرًا من البرلمانيين المجتمعين، حيث استمر التصفيق في إحدى فقراته لدرجة أن مسؤولًا إيطاليًا بدأ يتحدث ليشكره، ظنًا منه أن الملك قد انتهى من كلمته.
لقاء ميلوني
وبدأ الملك تشارلز يومه بلقاء رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، حيث استقبل استقبالًا رسميًا على السجادة الحمراء في فيلا دوريا بامفيلي، على مشارف روما.
وبدا الملك وميلوني وكأنهما يتبادلان حديثاً حيوياً، حيث كانت السياسية تتحدث الإنجليزية بطلاقة، أثناء تجولهما في حدائق القصر الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر.
واصطفت فرقة موسيقية عسكرية على ظهور الخيل أمام القصر لتحية الملك، على خلفية أشجار البرتقال في الفيلا وإطلالاتها الممتدة على كاتدرائية القديس بطرس والفاتيكان.
وإلى ذلك، سيقضي الزوجان الملكيان تشارلز وكاميلا، أمسية ذكرى زواجهما العشرين في مأدبة رسمية في قصر كويرينالي، وهي فعالية من المرجح أن تُقدم أطباقاً محلية مميزة، وستستضيف قائمة ضيوف من المشاهير وكبار الشخصيات.