لندن محمد الطّورة
يعتبر مفهوم “أخدمني وأنا سيدك” واحدًا من المفاهيم السائدة في بعض شرائح المجتمع. حيث يُنظر إلى هذه العلاقة على أنها واجب والطاعة فيها مقدسة، مما يطرح تساؤلات حول تأثيرها على الأفراد والمجتمع بشكل عام. فإلى متى سيبقى هذا المفهوم سائدًا، وما هي آثاره النفسية والاجتماعية؟
تعود جذور مفهوم “أخدمني وأنا سيدك” إلى عصور سابقة، حيث كان يُعتبر جزءًا من التقاليد الاجتماعية. خلال تلك الفترات، كانت العلاقات بين الأفراد قائمة على درجات متفاوتة من السلطة والطاعة. ومع مرور الزمن، استمر هذا المفهوم في البقاء، مما ساهم في تكريس الأنماط الاجتماعية القديمة.
تترك هذه العلاقات آثارًا عميقة على الأفراد والمجتمع خصوصاً في مجال الوظيفة العامة. فقد تنشأ حالات من الاستغلال والاعتماد الزائد على الآخرين، مما يعيق التطور الشخصي ويقيد الحرية الفردية. يجب أن نضع في اعتبارنا أن تعزيز العلاقات الصحية والمساواة يمكن أن يساهمان في تحقيق مجتمع أكثر توازنًا.
يجب على الدولة ممثله بالحكومة ومؤسساتها التفكير مليًا في مفهوم “أخدمني وأنا سيدك” وتقييمه من منظور حديث. هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في كيفية تعاملنا مع العلاقات الاجتماعية ودعوة الآخر للمشاركة بدلاً من الطاعة المطلقة وإستغلال تفاوت الدرجات الوظيفية . إن التقدم نحو مجتمع أكثر حرية وإنسانية يعتمد على تغيير هذه العلاقات السلبية.