العموم نيوز: استقبلت وزيرة السياحة والآثار، لينا عناب، السفير الفرنسي في الأردن، ألكسيس لو كور غراند ميزون، وفريق المعهد الفرنسي للشرق الأدنى (إفبو) في الاجتماع الأول للجنة التوجيهية المسؤولة عن مشروع ترميم درج معبد زيوس في منطقة جرش الأثرية.
وخلال الاجتماع، استمعت عناب وفريقا وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة إلى عرض تفصيلي قدمه فريق المشروع، تناول التعاون الفرنسي الأردني الممتد لأكثر من 40 عامًا في جرش، والذي يحظى باهتمام خاص من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي زار الموقع في ديسمبر 2022.
كما تم استعراض الجدول الزمني للمشروع الذي بدأ في ديسمبر 2024 بمرحلة الدراسات والأرشفة، على أن يبدأ التنفيذ الميداني في منتصف مارس 2025، ومن المتوقع اكتماله بحلول عام 2027. ويتضمن المشروع عدة مراحل رئيسية تشمل أعمال الأرشفة والتوثيق، التنقيب الأثري، ثم البدء بأعمال الترميم المقترحة.
وأكدت عناب أن التعاون مع الجانب الفرنسي يمثل أولوية للوزارة، مشيدة بالجهود الفرنسية في دعم الحفاظ على التراث الأردني، مشددة على ضرورة استغلال هذا التعاون لدعم جهود دائرة الآثار في الأرشفة الفعلية والإلكترونية باستخدام التقنيات الحديثة.
واقترحت عناب أن يصبح المشروع جزءًا من برامج التبادل الثقافي والعلمي مع المؤسسات التعليمية الدولية، بالإضافة إلى برنامج تدريب للجامعات والطلاب الأردنيين، مع تحويل “المركز الإقليمي للصيانة والترميم في جرش” إلى نقطة مركزية لإقامة كافة التدريبات والبحوث لتعزيز دوره في البرامج المستقبلية.
كما أكدت عناب أهمية تطوير مناهج تدريبية بالتعاون مع الأكاديميين الفرنسيين لتأهيل الأردنيين في مجال “تنسيق المتاحف”، وهو مجال يعاني من نقص الخبرة محليًا وإقليميًا.
من جانبه، أكد السفير غراند ميزون على أهمية هذه اللقاءات كمنصة لتوليد أفكار تعمق التعاون بين البلدين، مؤكدًا أنها بداية لمبادرات مستقبلية واعدة.
واتفق الطرفان على عقد الاجتماع الثاني للجنة في يونيو 2025 في “المركز الإقليمي للصيانة والترميم في جرش”، بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من العمل، حيث ستتم مناقشة النتائج والمكتشفات المتوقعة التي قد تثري فهم الموقع.
ويهدف مشروع ترميم معبد زيوس في جرش إلى تعزيز مكانة المدينة الأثرية من خلال إعادة الربط بين المصطبة العلوية والسفلى للمعبد، عبر ترميم جزئي لدرجه التاريخي. ويجري تنفيذ المشروع بدعم مالي فرنسي بقيمة 884,584 يورو، إلى جانب مساهمة أردنية بقيمة 300 ألف دينار تشمل توفير الحجارة المشذبة الجاهزة واستخدام معدات خاصة بأعمال التنقيب والترميم وتدريب الكوادر المحلية على تقنيات الحفاظ على التراث الثقافي لضمان استدامته.
وسيتم متابعة أعمال المشروع عبر لجنة فنية مشتركة من وزارة السياحة والآثار والمعهد الفرنسي وعدد من الخبراء الدوليين لضمان مطابقة الأعمال لأعلى المعايير الدولية في مجال الصيانة والترميم.