كتب: محمد الطّورة
بمبادرة كريمة من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين تأسست الهيئة الخيرية الهاشمية
تأسست الهيئة الخيرية الهاشمية في عام 2005، بمبادرة كريمة من جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، والذي كان يسعى لتقديم الدعم الإنساني والمساعدة العاجلة للشعب الفلسطيني، الذي يعاني من الأزمات السياسية والاقتصادية. كانت الهيئة تعتبر وقتها استجابة وطنية طارئة لتعزيز الجهود الإنسانية في مناطق النزاع، وخاصة في غزة وفلسطين. الهدف الرئيسي الذي تم وضعه أمام المؤسسة هو العمل على إغاثة أهل فلسطين وتقديم المعونات الإنسانية اللازمة لهم، بالإضافة إلى الدعم في مجالات التعليم والصحة وتنمية المجتمع.
ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله يشرف على تجهيز قافلة مساعدات لغزة

تأسيس الهيئة جاء نتيجة لتضافر الجهود الوطنية والإنسانية بين مجموعة من الشخصيات البارزة في المجتمع. فقد كان هناك وعي متزايد بمسؤولية المملكة الأردنية تجاه الشعب الفلسطيني، وهذا ساهم في بناء قاعدة جماهيرية داعمة للهيئة. ومن بين الشخصيات التي لعبت دوراً محورياً في نشأتها، كان هناك وزراء سابقون، وجهات مدنية ومؤسسات خاصة، جميعهم عملوا على دمج مواردهم وخبراتهم لتأسيس هيئة قادرة على تنفيذ مشاريع إنسانية فعالة.
علاوة على ذلك، أظهرت الهيئة الخيرية الهاشمية التزامها القوي بمبادئ العمل الإنساني، مما جعلها واحدة من الجهات الرئيسية المهتمة بتوفير المساعدات. فتحت الهيئة أبوابها للمتطوعين والمساعدين من كافة فئات المجتمع الأردني، حيث ساهموا بجهودهم في تنظيم حملات إغاثية ناجحة، تعكس روح التعاون والوحدة في مواجهة التحديات التي يمر بها الشعب الفلسطيني.
تسعى الهيئة من خلال هذه الأنشطة إلى تحقيق الأثر الإيجابي في تحسين حياة الفلسطينيين والمساهمة في تخفيف معاناتهم، مما يجعل دورها محورياً في الحركة الإنسانية في المنطقة.
تُعتبر الهيئة الخيرية الهاشمية واحدة من المؤسسات الرائدة في تقديم المساعدات الإنسانية لأهل غزة، حيث تتبنى الهيئة على عاتقها مسؤولية الإغاثة وإعادة الأمل للمحرومين. تركز أنشطة الهيئة على تقديم المساعدات الغذائية، الطبية، والتعليمية، وذلك استجابةً للاحتياجات الملحة للمواطنين في المنطقة.
في المجال الغذائي، تسعى الهيئة إلى توفير محتويات غذائية أساسية للأسر المستهدفة. يتم تنفيذ برامج توزيع المؤن الغذائية بشكل دوري لتلبية احتياجات السكان، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي يواجهونها. تتضمن تلك المساعدات الطحين، الأرز، البقوليات، والمواد الغذائية الجافة التي تساعد في تحسين الوضع الغذائي للأسر المتأثرة.
من جهة أخرى، تقدم الهيئة الدعم الطبي من خلال توفير الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية للمستشفيات والعيادات. تواجه الهيئة تحديات كبيرة في الحصول على المواد الطبية في ظل الحصار، مما يجعل جهودها أكثر أهمية. قامت الهيئة بإطلاق حملات لجمع التبرعات وتحسين الوصول إلى الخدمات الصحية، والتي تشمل أيضًا برامج توعوية لتعزيز الصحة العامة.
أما في المجال التعليمي، فقد أنشأت الهيئة برامج تعليمية تساهم في تعليم الأطفال والشباب المحرومين. تشمل هذه البرامج دعم المدارس، توفير المستلزمات الدراسية، وتنفيذ ورش عمل تعزز من المهارات الحياتية. يأتي ذلك كخطوة ضمن رؤية الهيئة لبناء مستقبل أفضل لجيل غزة، حيث يُعتبر التعليم أحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية.
بالرغم من التحديات التي تواجه الهيئة كعدم استقرار الأوضاع الأمنية وندرة الموارد، إلا أن الإنجازات التي حققتها تؤكد التزامها الدائم بمساعدة أهل غزة. لقد أسهمت جهود الهيئة في تحسين حياة العديد من الأسر الفقيرة، مما يعكس اهتمامها العميق والالتزام المستمر بخدمة المجتمع.
لقد طورت الهيئة شبكة من الشراكات الفعالة مع منظمات إغاثية دولية ومحلية، حيث أن هذه الشراكات تلعب دورًا محوريًا في تعزيز جهود الإغاثة ودعم المجتمعات المتضررة. من خلال هذه التعاونات، تمكّنت الهيئة من تلبية احتياجات عديد من الأسر والأفراد الذين يواجهون تحديات كبيرة بسبب النزاعات والظروف الاقتصادية الصعبة.
تستجيب الهيئة الخيرية الهاشمية للاحتياجات الملحة من خلال المشاريع المشتركة التي تنفذها بالتعاون مع هذه المنظمات. على سبيل المثال، شملت بعض المشاريع توفير الإغاثة الغذائية الكافية، وكذلك تقديم الرعاية الصحية العاجلة للمتضررين. كما تم توفير فرص التعليم لأطفال غزة من خلال تقديم الدعم المالي والتعليمي للمدارس المحلية بالتعاون مع منظمات دولية. هذه المشاريع ليست فقط مستدامة، بل تسهم أيضًا في تحسين ظروف العيش وتعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية التعاون بين مختلف الجهات الإغاثية.
يؤدي التنسيق الفعّال بين الهيئة الخيرية الهاشمية والهيئات الأخرى إلى تحقيق الأهداف الإنسانية المشتركة. من خلال الاجتماعات المستمرة وتبادل المعرفة والموارد، تستطيع المنظمات المعنية تنسيق جهودها بشكل أفضل للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المحتاجين. هذا التعاون ليس فقط مفيدًا في الوقت الراهن، بل يساعد أيضًا في بناء مجتمع أكثر دعمًا وقدرة على مواجهة التحديات المستقبلية. ومن خلال الالتزام بالمبادئ الإنسانية، تعكس هذه الشراكات روح التعاون والمساهمة في تحقيق الحياة الكريمة لأهل فلسطين في ظل الظروف الصعبة.
تُعتبر الهيئة الخيرية الهاشمية واحدة من أبرز المؤسسات التي أسهمت بشكل فاعل في تحسين الحياة اليومية للفلسطينيين، من خلال مجموعة من الأنشطة الإنسانية والاجتماعية التي تستهدف جوانب متعددة من المجتمع. إن تأثير الهيئة يتجلى بوضوح في عدة مجالات، أهمها المجال الاجتماعي والاقتصادي والنفسي.
على المستوى الاجتماعي، طورت الهيئة برامج تعليمية وصحية، مما أثر إيجابياً على جودة حياة الأسر الفلسطينية. حيث قدمت الهيئة الدعم للمدارس والمراكز الصحية، مما ساعد في تحسين الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية. وقد كان لهذه المبادرات دور كبير في تعزيز استقرار الأسر وتمكينهم من مواجهة التحديات اليومية.
أما على الجانب الاقتصادي، فقد ساهمت الهيئة الخيرية الهاشمية في خلق فرص عمل من خلال مشاريع تمكين اقتصادي مثل دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة. أدت هذه المشاريع إلى تعزيز قدرات الأفراد وتوفير مصادر دخل جديدة، مما ساعد أسر كثيرة في تخفيف الأعباء الاقتصادية التي تواجهها. كما أن استثمارات الهيئة في مجال الزراعة وتنمية المشروعات أوجدت بيئة أكثر استدامة، مما ساعد في تعزيز الاقتصاد المحلي.
من الناحية النفسية، يمكن القول إن الدعم النفسي والاجتماعي الذي قدمته الهيئة ساهم بشكل كبير في تحسين الحالة النفسية للمستفيدين، خصوصًا في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون. شهادات المستفيدين تشير إلى تغيرات إيجابية في حياتهم، حيث أشادوا بالدعم الذي حصلوا عليه وأثره في رفع معنوياتهم وتحسين صحتهم النفسية. يشعر العديد من الناس بأن الهيئة كانت بمثابة صوت يساندهم في أوقات الشدة، مما عزز من شعورهم بالانتماء والأمل

