إعادة تقييم المواقف السياسية في ظل التحولات العالمية وتاثير ذلك على إستقرار الدول وسمعتها في الداخل والخارج

لندن: محمد الطّورة

دور الدولة في تعزيز ثقافة التسامح والعفو  والسلام بين مكوناتها

تُعتبر ثقافة التسامح والعفو والسلام من العناصر الأساسية التي تُعزز التماسك الاجتماعي بين مكونات الدولة. تلعب الحكومات دورًا محوريًا في نشر هذه القيم بين أفراد المجتمع، مما يساعد على بناء مجتمعات متناغمة ومستقرة

يقولون إن السياسة فن الممكن، وهذا يعكس واقع العلاقات السياسية المتغيرة. دائمًا ما تكون هناك ديناميكيات جديدة تدفع الدول إلى إعادة النظر في مواقفها وأحكامها السابقة مع أبنائها ومع الدول الآخرى. مما يثير التساؤلات حول الصداقات والعداوات في العالم السياسي، خصوصًا عندما نرى شخصية مثل الرئيس السوري أحمد الشرع يعود إلى الأمم المتحدة بعد أن كان مطلوبًا للعدالة في وقت سابق.

تؤكد حالة أحمد الشرع أن الأزمات قد تغير مجرى الأحداث في السياسة. من المهم أن ندرك أن الحياة السياسية ليست ثابتة، فالأفراد الذين تم تهميشهم  لأسباب مختلفة في أوقات سابقة قد يجدون فرصًا جديدة للعودة إلى الساحة العامة. هذه العودة قد تعزز من الممارسات السياسية والاجتماعية في المجتمع، وتساعد في تسوية الأوضاع المتوترة.

في ضوء هذه التحولات، يجب على بعض الأنظمة والدول إعادة تقييم أحكامهم السابقة، خاصةً تلك التي أبعدت بعض الأشخاص عن ممارسة نشاطاتهم السياسية والاجتماعية. نجاحهم في العودة إلى الحياة العامة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على جميع الأصعدة. وهذا يعكس كيف يمكن أن تسهم الديناميكيات السياسية المتغيرة في تحديد مصير الأفراد والمجتمعات.

تُعتبر إعادة الأشخاص الذين أُبعدوا عن الحياة السياسية والاجتماعية لممارسة أدوارهم العامة خطوة حيوية تُسهم في استعادة التوازن الاجتماعي والسياسي. إن إعادة هؤلاء الأفراد إلى المشهد لا تعني فقط إتاحة الفرصة لهم لاستعادة صوتهم، بل تُعتبر أيضاً آلية لتعزيز التفاهم السياسي بين مختلف الأطراف. فوجود هؤلاء الأفراد يمكن أن يسهم في تقوية الحوار، مما يعزز بيئة سياسية تشمل جميع الفئات وتُلبّي تطلعات المجتمع ككل والأهم من كل ذلك إظهار مدى المرونه والتسامح الذي تتمتع به أنظمة تلك الدول.