Home أخبار عاجلةالأردن: دور إنساني ثابت في قلب منطقة مضطربة

الأردن: دور إنساني ثابت في قلب منطقة مضطربة

by dina s
45 views
A+A-
Reset
لندن: كتب حلمي الحراحشة

في قلب المشرق العربي، حيث تتشابك الجغرافيا مع التاريخ وتشتعل الأزمات من حولها، تقف المملكة الأردنية الهاشمية نموذجًا فريدًا للدولة التي حافظت على ثوابتها الإنسانية رغم الضغوط السياسية والاقتصادية والأمنية. الأردن لم يكن يومًا متفرجًا على أزمات المنطقة، بل كان فاعلًا رئيسيًا في تقديم الدعم والمساندة، قيادةً وحكومةً وشعبًا، لكل من لجأ إليه أو طلب عونه.

أولًا: القيادة الهاشمية ونهج الاعتدال الإنساني

منذ تأسيس المملكة، تبنّت القيادة الهاشمية نهجًا ثابتًا قائمًا على نصرة الإنسان أينما كان، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الانتماء السياسي. جلالة الملك عبدالله الثاني، ومن قبله المغفور له الملك الحسين بن طلال، أكدا دائمًا أن الدور الأردني لا ينحصر في حدود الدولة، بل يمتد ليكون جسرًا للأمان والسلام في المنطقة.

الملك عبدالله الثاني يقود جهودًا دبلوماسية متواصلة لتخفيف المعاناة عن الشعوب المتأثرة بالنزاعات، خصوصًا في فلسطين وسوريا والعراق.

الأردن ظل مدافعًا عن حقوق الإنسان وضرورة حماية المدنيين، وراعيًا للمبادرات الدولية الخاصة بالإغاثة وإعادة الإعمار.

ثانيًا: الحكومة الأردنية وإدارة الأزمات الإنسانية

رغم محدودية الموارد، وضعت الحكومات الأردنية المتعاقبة سياسات واضحة للتعامل مع أزمات اللجوء والنزوح.

منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، استقبل الأردن أكثر من 1.3 مليون سوري، ووفّر لهم التعليم والصحة والمأوى، بدعم جزئي من المجتمع الدولي.

الحكومة سهّلت عمل المنظمات الدولية، ووفرت بيئة آمنة وشفافة لبرامج الإغاثة.

أنشأت مستشفيات ميدانية في غزة والعراق واليمن، وأرسلت فرق الدفاع المدني للمشاركة في عمليات الإنقاذ في الكوارث الطبيعية.

ثالثًا: الشعب الأردني… الحاضن الأول للقيم الإنسانية

الأردنيون أثبتوا عبر التاريخ أنهم شركاء في العمل الإنساني، لا مجرد مستقبلين لقرارات الدولة.

المجتمعات المحلية في إربد والمفرق والزرقاء ومعان وغيرها فتحت أبوابها للاجئين، وقدمت الدعم العفوي من غذاء وكساء وسكن.

الجمعيات الخيرية الأردنية، مثل الهيئة الخيرية الهاشمية، لعبت دورًا رئيسيًا في جمع التبرعات وتنظيم حملات الإغاثة داخل وخارج المملكة.

رابعًا: الأردن كملاذ آمن ومركز إغاثة إقليمي

بفضل استقراره السياسي والأمني، أصبح الأردن محطة رئيسية لعمليات الإغاثة الدولية، حيث تُخزن المساعدات وتُوزع على دول الجوار المتضررة من الأزمات.

ميناء العقبة والمطارات الأردنية استُخدمت كنقاط انطلاق لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة واليمن وسوريا.

العاصمة عمّان تستضيف مكاتب العديد من المنظمات الأممية المعنية باللاجئين والإغاثة.

خاتمة: إنسانية الأردن… رصيد استراتيجي

الدور الإنساني للأردن ليس مجرد رد فعل ظرفي، بل هو سياسة وطنية متأصلة، تمثل جزءًا من هوية الدولة ورسالتها. القيادة الحكيمة، والسياسات الحكومية المرنة، وروح التضامن الشعبي، جميعها جعلت من الأردن واحة أمان في قلب منطقة تموج بالصراعات، ونموذجًا يُحتذى في تقديم العون دون انتظار مقابل.

رئيس المنتدى الأردني في بريطانيا
حلمي الحراحشة.

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00