Home اختيارات رئيس التحريرالأردن والملف السوري وملفات أخرى..

الأردن والملف السوري وملفات أخرى..

محمد حسن التل

by editor
19.5K views
A+A-
Reset

أثبتت الأحداث الأخيرة في الجنوب السوري أن الأردن لاعب أساسي في الملف السوري وأن وجوده الفاعل في هذا الملف أساسي وضروري في إستقرار سوريا، والتحركات الأردنية في الأيام الماضية خلال الأزمة ، أسقطت حديث البعض في عمان أن دولاً كثيرة سبقت عمان إلى دمشق وأن الأردن غير موجود على الساحة السورية بعد تحريرها.

لا يمكن لسوريا أن تستغني عن الدور الأردني باعتراف السوريين أنفسهم لعوامل عديدة ، أولها التلاحم الجغرافي والديموغرافي والأردن بوابة سوريا إلى الخليج العربي ، ولما يتمتع به الأردن من مصداقية كبيرة على المستوى الدولي وشكل تبنيه للقضية السورية ، دفعاً كبيراً لجهود القيادة السورية في تأهيل بلادها وإعادة بناء البلاد واخراجها من هوة الانهيار على كافة المستويات نتيجة ما عمل عليه النظام الهالك هناك على امتداد أكثر من نصف قرن.

تاريخياً الأردن يعتبر سوريا عمقاً استراتيجياً هاما لكنه عانى مع نظام الأسد البائد مشاكل كثيرة ومعقدة في مقدمتها الملف الأمني وليس آخرها الملف المائي ، ولم يفوت النظام الساقط أي فرصة للعبث في الأمن الوطني الأردني ناهيك عن ألاعيب السياسة الكثيرة والتحريض على الأردن في لحظة ظن بها نظام الأسد أنه من الممكن أن يكون الوضع في الأردن كما هو في لبنان ، وكانت أحلام حافظ الأسد الشريرة تتكسر دائماً على الصخرة الأردنية لأن الأردن إنموذجاً فريدا في علاقة الدولة مع مواطينيها وفيه دولة حضارية اكتسب مصداقية عالية وعميقة على المستوى العربي والإقليمي والدولي ، ولم يثبت أن عمان يوماً سعت للتدخل في أي شأن من شؤون دولة عربية كمان كانت دمشق في ظل حكم الأسد البائد، حيث كانت تتربص بكثير من العواصم العربية وما اقترفته في لبنان شاهد على عبثها في محيطها.

السوريون مقتنعون تماماً أن من مصلحتهم توثيق العلاقة مع الأردن بعمق ورسوخ وأن تكون العلاقة مبنية على الثقة والمصالح المشتركة وأنه لا يمكن لأحد أن يحل مكان الأردن في مساحته في العلاقة مع سوريا الجديدة ، وأن أي دور في هذه العلاقة لا يمكن أن يكون أكثر فعالية.. لأن المصلحة السورية تقتضي ذلك لأسباب عديدة وهامةكما أشرت في بداية هذ السطور..

الأردن لاعب أساسي في كل ملفات المنطقة ورأيه مسموع في هذه الملفات وهو لا يمارس أسلوب الاستعراض والخطابات ، ويعتبر أن أفضل الدبلوماسية الدبلوماسية الهادئة لأنها أكثر فعالية وإنجازها حقيقي على الأرض.

بات واضحاً لدى الجميع .. استقرار الشام ووحدة ترابه لازماً لمصلحة السوريين أولاً ثم لمصلحة المنظومة العربية التي يجيب أن تعود سوريا إلى فعاليتها في محيطها العربي بعد أن جعلها النظام الهالك تكاد تكون عدوة لمعظم العرب ، وكانت تحالفاته دائما تكون خارج النطاق العربي.

إن عمان منذ اللحظة الأولى لتحرير الشام كان دورها محوري نابعاً من ضرورة تحقيق مصلحة الأشقاء هناك ، إضافة إلى مصالحه الأمنية والاقتصادية في العلاقة مع دمشق.

المهم كما أشرت أن الدبلوماسية الأردنية تعمل على كل المستويات وفي أهم الملفات حساسية وخطورة في مقدمتها الحرب الإسرائيلية على غزة ، وهو يقوم بدور فاعل في هذا الملف على المستوى الدولي مسخرا قدراته على هذا الجانب للضغط على إسرائيل لإنهاء اعتدائها على الفلسطينيين سواء في غزة أو الضفة الغربية ، ومن يظن أن الأردن غائب عن ما يجري في المنطقة وليس مشتبكا مع كل القضايا وتعقيداتها لا يفهم في السياسة شيء…

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00