مؤلم لا بل محزن ومثير للإشمئزاز أن تجد نفسك العروبية الإسلامية التي يقض مواجعها ما يفعله الصهاينة في غزة المنكوبة وفي سائر فلسطين من مجازر وحرب إبادة وتنكيل.. مضطرة لأن ترد على نفر مارقين اعوان لهذا العدو المجرم، عندما يحاولون عبثا الإساءة للأردن ولجيشه العربي الأردني الهاشمي المصطفوي ولمؤسساته الأمنية.
الأردن الشعب والقيادة والجيش وقوى الأمن والمؤسسات جميعا يقف على قدم ونصف منذ عام ونصف دعما وإسنادا لإخواننا في غزة وكل فلسطين، كعهده منذ العام ١٩٣٦، ومع ذلك فهو في نظر نفر مهترئ لا علاقة له بفلسطين ولا بالأردن، مقصر ومتآمر ومتعاون مع العدو.
أقسم بأنني اتقزز من كل هؤلاء الخارجين عن الصف الوطني الأردني الذين يسخرهم العدو وأعوانه للتنغيص على الأردن ومحاولة إحداث شرخ في صفه الصابر المصابر لا بل وخدمة من يحركونهم بقوة لنقل الازمة من حضن العدو إلى حضن الأردن.
إستفزني جدا فيديو لنكرة يدعي أن الأردن ليس وطنا وإنما هو من صنع كلوب وأن هذا الذي يسمى الأردن هو جزء من فلسطين الممتدة حدودها من البحر المتوسط حتى تبوك وأن إربد مثلا من أعمال فلسطين وينسى هذا المدعي الجاهل في التاريخ أن صفد مثلا كانت من أعمال الأردن وفقا لجغرافيا زمن طويل مضى.
الأمر جد جلل ولم يعد يحتمل الصمت وإلا فهو صمت مريب عندما يتناسى أولئك النفر ممن يروجون الأكاذيب بحق الأردن وجودا ومواقف شهمة شريفة وتضحيات جسام وشهداء بررة كثر على أرض فلسطين، فيواصلون بلا خجل وحياء من رب العالمين إفتراءاتهم ضد الأردن وعلى نحو يشير بلا أدنى شك انهم في خدمة العدو ضد الأردن وفلسطين معا.
أعجبني ما صرح به رئبس مجلس الأعيان الاستاذ فيصل الفايز داعيا إلى قطع اليد التي تمتد إلى الأردن بسوء وقص لسان من يسيء إلى هذا الوطن وقيادته وجيشه وأمنه.
نعم هذا ما يجب أن يكون وإلا فالبلد فلتانة كما قد يتوهم النفر المارقون.
الأردن وطن كريم يمتد عمره لآلاف السنين ولم يتجرأ احد على نكران ذلك سوى العدو الذي يسعى إلى تهجير الشعب الفلسطيني الشقيق من وطنه، ومعه أولئك النفر الذين عنهم اتحدث، وهنا يتشارك الطرفان معا في مسعى بائس يحاولون فيه عبثا تزوير التاريخ لمصلحة مشروع ما يسمى بإسرائيل الكبرى خسئت وخسئوا.
الشعبان على ضفتي النهر شعبان شقيقان لكل منهما وطنه. الأردن لم ولن يتخلى عن نصرة فلسطين حتى التحرير بعون الله والتاريخ الصادق غير المزور لمصلحة العدو هو خير شاهد.
السلطات الاردنية مطالبة باليقظة لقطع دابر الفتنة وتلك مهمتها الأولى، ورجال الدولة الحردانين الصامتين عليهم بالتحرك دعما لوطن يتجرأ عليه رويبضات العصر، وذلك واجب وطني ينهض به كل محب لوطنه، أما من يرى فيه مجرد منصب أو مغنم فليعد حساباته جيدا.
الأردن لن يهون أبدا وأحلام بني صهيون وأعوانهم في مكب نفايات التاريخ، وفلسطين ستعود حرة عربية بهمة الشرفاء بعون الله.
هو تعالى من أمام قصدي