العموم نيوز:
عدنان نصار
قالت عمان كلمتها الرافضة لأي مشروع تهجير فلسطيني الى أراضي المملكة، كما قالت القاهرة كلمتها المماثلة بالرفض لمشروع أشغل الرئيس الأمريكي ترامب منذ مجيئه للبيت الأبيض، وأشعل في بياناته الصحفية الكثير من الأخطاء في حساباته السياسية التي سرعان ما تراجع عنها لتحديثها وتعديلها بعد تدخل على ما يبدو من الدولة العميقة في أمريكا التي لم يرق لها تصريحات ترامب بشأن غزة.
الأردن ومصر، وقادة مجلس التعاون الخليجي في قمة الرياض “الودية والأخوية” أوضحا موقفهما الرافض لمشروع التهجير، وللغة الخطابة التي يستعرض بها ترامب المفتقر للقراءة الحقيقية لتاريخ القضية الفلسطينية وقدسيتها وحق شعبها في أرض استولت عليها عصابات منذ ما يزيد على 76 سنة.
وحددت الأردن في موقف مشترك مع مصر الشقيقة البعد السياسي في قمة الرياض، وبعثت برسائل واضحة الى البيت الأبيض تحدد مسار الموقف العربي الرافض لأي تهجير فلسطيني من غزة أو الضفة الغربية ، مستندين في ذلك – أي العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السياسي- على موقفهما الرافض جملة وتفصيلا في إفراغ الأرض من سكانها تحت أي مسمى كان ، وهو موقف يعكس التمسك الأردني والمصري يساندهما مواقف عربية وغربية في ضرورة تعزيز حل الدولتين ضمن إطار الشرعية الدولية ..الشرعية التي تخلت عنها أمريكا بإعتبارها القوة التنفيذية العظمى في فرض الحلول العادلة ..غير أن أمريكا التي تكيل بمكاييل متعددة تضع صالح الإحتلال في مقدمة أجندتها وما تبقى مجرد بنود هامشية .!!
لقاء الرياض “الودي والأخوي” الذي دعا إليه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عزز مسار الرفض الأردني والمصري للتهجير بمساندة خليجية، وهو بمثابة رد على ترامب وخطته في فرض الهيمنة على غزة أو مدن الضفة ومساندته لإسرائيل.
ولعل مشروع خطة إعادة الإعمار لدمار الإحتلال في غزة، الذي أقره لقاء الرياض عبر خطة تستغرق من 3 الى 5 سنوات هو ايضا رد معاكس لقرارات ترامب، الذي يتقافز في خطاباته ولقاءاته الصحفية بسلوك إستعراضي لا يحتاج الى تفسير.
أمريكا، منذ زمن بعيد حيدت عن العدالة، وهو أمر معروف لدى العرب والعالم، وأستثمرت قوتها “العظمى” لصالح الطغيان، والتوغل فيه لدرجة تدخل الدولة العميقة في أمريكا لضبط حالة التهور والتدهور في لغة الخطابة، والفعل السياسي المبني على تصريحات “ترامب” الذي أدخل امريكا في ورطة النقد عربيا واسلاميا وعالميا.. حتى أوروبا لم تسلم من شر ترامب وتصريحاته.. مما يعني وجود خلل أمريكي مقصود او ناتج عن إختلاق فوضى سياسية ربما داخليا وخارجيا ، وهو أمر يتعارض مع الدولة العميقة التي تحكم امريكا من خلف الستار .!!
المشهد الأمريكي ضبابي حتى هذه اللحظة، ومصاب بإهتزازات وإرتدادات ، ويبني لغته على “جس النبض العربي والفلسطيني” وهو ما يحتاج الى موقف عربي صارم وحاسم لتثبيت الحق الفلسطيني، وهذا ما سننتظره من القمة العربية الطارئة التي ستعقد في القاهرة في الرابع من مارس /آذار المقبل ..لننتظر ونرى، وإن مارس لناظره قريب .