Home اختيارات رئيس التحريرالاستقلال مراجعة بموازاة الفرح!!

الاستقلال مراجعة بموازاة الفرح!!

محمد حسن التل

by editor
72.3K views
A+A-
Reset

من حقنا ومن واجبنا أن نحتفل بالاستقلال ونفرح ونعلن فرحنا ، ولكن السؤال الذي يجب أن يكون حاضرا بموازاة هذا الفرح هو..
هل نرتقي في كل عام إلى مستوى الإحتفال الحقيقي بالاستقلال كما يجب حيث نصل إلى التأمل والإعتبار كيف صنعت هذه الملحمة التي بدأت حين تمكن الملك المؤسس الشهيد عبدالله الأول من انتزاع الأردن من وعد بلفور المشؤوم ،الوعد الذي كان يشمل الأردن مع فلسطين كهدية من قوى الشر لليهود!!

قلة من يتحدثون بعمق عن بداية معركة البناء التي قادها الملك المؤسس بذلك الزمان الذي لم تكن البلاد ساعتها تملك أي مقوم من مقومات الدولة على الأرض لكنها كانت تملك قيادة تعاند الظروف الصعبة لإيجاد دولة حقيقية استطاعت دمج الأردنيين كافة من مختلف منابتهم وأصولهم في معركة البناء التي بدأت من تحت خط الممكن.. وكيف تحول الأردن إلى موئل وقاعدة لثوار العرب في فلسطين وسوريا وكثير من البلدان العربية التي كانت ترزح تحت ثقل الإستعمار وبشاعته وكيف شكلت هذه البلاد قاعدة للقومية العربية الحقيقية.

من المهم إفهام الأجيال القائمة والقادمة المعادلة الحقيقية لقواعد ملحمة الاستقلال بعد أن انتزع الأردنيون حريتهم وكيف تكاتفوا وتراصوا والتحموا مع قيادتهم لأن الدولة آنذاك استطاعت أن تجعل كل واحد منهم معني في مسيرة الدولة وتطورها على كافة الصعد وفي كل المجالات ، وأنه معني بهذا البناء لأنه له ولأبنائه في ظل واقع من العدالة في كل شيء،بعيدا عن كل الأمراض التي نعاني منها اليوم.. في التنمية التي غطت كل جغرافيا البلاد والفرص التي توزعت بين الأردنيين في ميزان من الذهب الأمر الذي مكن الأردن من خلق إمكانيات بشرية هائلة كانت القاعدة الصلبة في بناء البلاد سياسياً واقتصادياً وعلمياً في مجتمع متماسك يعضد بعضه بعضاً في ظل قيادة متنبهة لأدق تفاصيل المسيرة

الوطنية للحفاظ عليها من أي عثرة أو خلل.

الأردن قام على قصة كفاح عظيمة فهو الدولة العربية الوحيدة الذي واجه فقر الإمكانيات المادية والطبيعية ، زد على ذلك مئات المؤامرات التي كانت تستهدف وجوده ككيان سياسي لكنه تمكن أن يكون في مقدمة هذه الدول متكئاً على إيمانه العميق بالله العظيم بأنه سبحانه وتعالى لا يخذل من يعمل ويبني بإخلاص ومعتمداً على الإمكانات البشرية التي كما ذكرت خرجت من بين سطور العدالة التي أوجدتها القيادة آنذاك في كل شيء تلك العدالة التي أسست لمجتمع أردني وطني متماسك يحمي ظهر قيادته ويدافع عن منجزاته وينظر إلى الأمام.

السؤال الأهم اليوم هل ما زلنا محافظين على تلك الإنجازات التي حققها الآباء من البناة وكم راكمنا فوقها ، وهل لازالت بوصلتنا على اتجاهها الصحيح أم تاهت بين تفاصيل صغيرة عطلت مسيرتنا وأربكت مجتمعنا في محطات كثيرة؟!!

يقول مالك بن نبي أن المجتمع القوي يستعصي على كل التحديات مهما كانت ضخامتها وهذا القول يلخص ما قام به الأردنيون في عهد التأسيس والبناء..

نفرح بذكرى الاستقلال لكن الأهم أخذ العبر وهضم الدروس من تلك العبقرية في البناء عبقرية كان أحد أركانها العدالة في كل شيء..بعيدا عن الهوى وكان المسؤول آنذاك رجل دولة وليس موظفا.. يقضي ساعات دوام..ويمضي إلى بيته إلا من رحم ربي..

الاستقلال نقطة تحول مفصلية في تاريخنا صنعتها قيادة عظيمة لا زالت تبني وشعب عظيم وأجيال كانت تجهد وتتحدى وتنظر إليه بالروح قبل العين ..لأن الأردنيين كان كل واحد منهم مدرك تماما أن لا فضل لأردني على اردني إلا بالعمل والوفاء والإخلاص .

You may also like

Leave a Comment

اخر الاخبار

الاكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة العموم نيوز

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00