لندن: محمد الطّورة
في هذه الأيام التي تمر بها المنطقة وشعوبها بلحظات من القلق والتوتر بسبب ما يحدث فيها من حروب تثير مشاعر متباينة بين الناس لكن هل تأجيج هذه المشاعر يعتبر الوسيلة المثلى للتعبير عن الألم والمعاناة؟ في واقع الأمر، قد يؤدي تحفيز المشاعر إلى نتائج غير متوقعة قد لا تخدم القضية الحقيقية.
تأجيج المشاعر في أوقات الأزمات كما حصل بعد حادثة إطلاق النار على معبر الكرامة قد يجعل الأمور أسوأ. عندما تزيد حدة العواطف، يصبح من الصعب النقاش أو التوصل إلى حلول منطقية وإفساح المجال للدبلومسية لتهدئة المواقف . الحدّة في العواطف تؤدي إلى مواقف متطرفة، وبالتالي تزيد من الاحتقان بين جميع الأطراف، مما يعيق العملية السياسية والاجتماعية.
من المهم أن نتذكر أن التعبير عن الآراء بطريقة محترمة ومنضبطة هو الطريق الصحيح نحو التغيير. بدلاً من التوجه نحو الانفعالات السلبية، يجب علينا البحث عن طرق سلمية للتعبير عن مطالبنا. فالتعاون والاحترام المتبادل بين المواطنين واجهزة الدولة سوف يعزز من الاستقرار وإبعاد شبح الحرب كما يعد فرصة لنيل الحقوق وتحسين الأوضاع.
في النهاية، ينبغي أن نفهم أن تأجيج المشاعر لا يحل المشاكل، بل قد يؤدي إلى تعميقها. التفاعل الإيجابي والقائم على الحوار قد تعيد لنا الأمل وتحرر أوطاننا من الظلم والتمييز دون الدخول في دوامة الحروب التي لا تجلب الا الخراب والدمار على شعوب المنطقة.