Home عالم المرأةالجانب المظلم لصيحات التجميل على “تيك توك”

الجانب المظلم لصيحات التجميل على “تيك توك”

by soadmin
36 views
A+A-
Reset

جنون التقشير الصباحي على “تيك توك” يكشف عن هوس متفاقم بالجمال يدفع نساء إلى ارتداء أقنعة وشرائط ليلية مرهقة ومكلفة، بزعم الاستيقاظ أكثر جاذبية. لكن خبراء يؤكدون أن هذه الصيحات تُضر بالبشرة والنوم، وتُروّج لمعايير جمال غير واقعية تُفرض عبر وسائل التواصل.

أكبر صيحة مقبلة إلى عالم الجمال تحمل اسم هانيبال ليكتر. نعم، أقصد القاتل المتسلسل آكل لحوم البشر من فيلم “صمت الحملان”. وإذا راودكم شك، فما عليكم سوى إلقاء نظرة على الترند المنتشر على “تيك توك” تحت وسم #morningshed (تقشير صباحي). سرعان ما سببدؤون بالتساؤل إن كان العالم فقد صوابه، بفضل ملايين الفيديوهات (الملايين، نعم) لنساء يحدثن متابعينهن عن روتينهن المسائي متعدد الخطوات للعناية بجمالهن، وهن يُزلْن طبقات متتالية من المستحضرات التي تزداد غرابة بعد الاستيقاظ من النوم. تشبه العملية الروتين الكوري للعناية بالبشرة المؤلف من 12 خطوة، إنما مضاعف. وقد يجوز تشبيهها بتقشير طبقات بصلة باهظة الثمن.

أما تلك الطبقات، فمن الصعب تحديد نقطة الانطلاق. ربما من أربطة الذقن الذي يقال إنه يخفف حركة فمك أثناء النوم، وهو ما يفترض أنه يخفف من الشخير ويسهم في تنحيف الذقن. من غير المهم أن هذه الأدوات تستخدم عادة لمساعدة مرضى العمليات الجراحية على التعافي بعد العملية نفسها، أو أنها تجعلك تبدو كأنك خارج من سجن مشدد الحراسة. إن جعلت وجهك أنحف، فلا بأس إذاً، فهذا كل ما يهم.

بعد ذلك، يأتي شريط الفم المخيف بالدرجة نفسها -والمكروه كثيراً- وهو ترند يزعم أنه يحسن التنفس من الأنف ونوعية النوم، ويعزز النشاط ويشد الفك. لكنه في الآن ذاته قد يعوق التنفس ويفاقم أعراض انقطاع النفس أثناء النوم ويتسبب بتهيج حول الشفتين، إضافة إلى ذلك يستخدم معظم من يضعون هذه الطبقات ماسكات تحت العين (وهو شيء هدفه واضح) وأحمر شفاه ولفائف غير حرارية لتسريح الشعر وشبكة الشعر ومصل لتقوية الرموش وأقنعة كولاجين لزجة وزلقة توضع على الوجه كما لو أنك تنامين وسمكة ثعبان تلتف عليه.

أما أولئك اللاتي بلغن أقصى درجات التطرف (وكأن ما سبق لا يكفي)، فيلجأن أيضاً إلى لفافات زيت الخروع على البطن لتقليل الانتفاخ، وشرائط لاصقة على الجفون لإبقائها مغلقة أثناء النوم (على ما يبدو)، ونوع من الملصقات على الرقبة لا تفسير واضحاً لها إطلاقاً. “كلما ازددت قبحاً عند النوم، استيقظت أكثر جمالاً” هي العبارة التي تتكرر كثيراً في هذه المقاطع، وغالباً ما تعرض على أنغام أغنية منتشرة في “تيك توك” مثل “Birds of a Feather” للمغنية بيلي إيليش.

بدأ هذا الترند في الصيف الماضي، وما لبث أن تصاعد بوتيرة متسارعة، إذ يتفنن صناع المحتوى في التفوق على بعضهم بإضافة مزيد من الخطوات إلى روتينهم. في البداية، دافعت عن الأمر، لم ننتقد النساء على سعيهن الشاق للحفاظ على معايير جمال فرضت عليهن من خلال نظرة الرجال؟ أليست هذه الضغوط تطالنا جميعاً؟ ثم ما المشكلة إن بدا الأمر مبالغاً فيه بعض الشيء، طالما يمنحهن سعادة وثقة بالنفس، فمن نحن لنتهكم؟

الازدواجية هنا لا تقل نفاقاً عن تلك التي يبشر فيها بعض الرجال بـ”المظهر الطبيعي” -الذي لا يكون طبيعياً فعلاً أبداً- ثم يهاجمون النساء لأنهن يضعن “كثيراً من المكياج”. كيف يجرؤون على التذمر من محاولة النساء التماهي مع معايير جمالية لا ينتظر منهن فقط الالتزام بها، بل تفرض عليهن عملياً؟ نلام إن أكثرنا من المكياج، و نلام إن خففناه. أنا لا أطيق هذه الازدواجية.

لكن ما يخص ترند “التقشير الصباحي” يبدو مختلفاً وأكثر كآبة، وأقرب إلى عالم أكثر سوداوية. أولاً، في سبيل الحفاظ على هذا الروتين يجب تخصيص كميات هائلة من الوقت إن خلال وضع الطبقات في المساء أو خلال “نزعها” صباحاً. وليس في العالم كثير من النساء القادرات على إدخال هذا الروتين على يومهن، وأشك في أن تكون كثيرات منهن أمهات أو موظفات يعملن بدوام كامل.

ولدينا ثانياً العبء المالي للموضوع، كثير من العلاجات في هذا الروتين الصباحي مخصصة للاستخدام مرة واحدة فحسب. فهل يعني ذلك أن هؤلاء النساء ينفقن أكثر من 20 جنيهاً يومياً على ماسكات الكولاجين للوجه؟ ناهيك بالكميات الوفيرة من المصل والكريمات التي تضعها النساء على بشرتهن بعد نزع كل هذه الملصقات الليلية.

لكن السؤال الأعمق الذي يطرح نفسه وسط هذا الجنون هو هل يستحق الأمر فعلاً كل هذا العناء؟ ويشرح الطبيبان دان مارش ومو أكافاني مؤسسا مجموعة الجراحة التجميلية “إن النوم الجيد بالغ الأهمية بالنسبة إلى الصحة، لأنه وقت تتجدد فيه بشرتنا، ويزيد تدفق الدم ويتحسن إنتاج الكولاجين وتتجدد الخلايا. فإن خلدت إلى النوم وأنت تضعين على وجهك كل هذه الأشياء، من المرجح ألا يكون نومك جيداً كما هو في العادة، وقد يجوز القول إنكِ كنتِ لتحصلي (لولاها) على نتائج أفضل بالنسبة إلى صحة بشرتك وتجديد الخلايا”.

صحيح أن بعض الأقنعة قد تكون فعالة للبشرة، لكن يجب الحذر من الإفراط في استخدام المستحضرات. “يفقد الجلد خلال الليل قدراً أكبر من الماء، لذا فإن استخدام قناع ليلي عازل يمكن أن يساعد في الحفاظ على الترطيب”، كما يوضح الطبيبان. “لكن وضع طبقات كثيفة من منتج لم يصمم للاستخدام بهذه الطريقة قد يسد المسام ويؤدي إلى ظهور البثور وتهيج الجلد”.

ومن الضروري أيضاً التعامل مع نصائح العناية بالبشرة على مواقع التواصل الاجتماعي بشيء من الحذر. فأنواع البشرة تختلف، وردود الفعل تجاه المنتجات ليست واحدة. يقول الدكتور فينسنت وونغ أحد أبرز أطباء التجميل إن “الإفراط في استخدام الأقنعة العازلة، أو الجمع بين الأحماض وكريمات الريتينويد قد تؤدي إلى تمزق حاجز الجلد وتتسبب بالتهيج وظهور البثور أو التحسس”.

اندبندنت عربية | الجانب المظلم لصيحات التجميل على "تيك توك"

You may also like

Leave a Comment

اخر الاخبار

الاكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة العموم نيوز

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00