لندن: محمد الطّورة
تلعب السفارة الأردنية في لندن دوراً محورياً في تعزيز العلاقات الثنائية بين الأردن وبريطانيا. من خلال عملها الدؤوب وحضورها الفاعل ، يسعى السفير الأردني في لندن منار الدباس إلى تمتين الروابط السياسية والاقتصادية بين الجانبين. كما تقدم السفارة الدعم للأردنيين في بريطانيا، وتسهم في تعزيز الصورة الإيجابية للأردن في المجتمع البريطاني.
شهدت الأيام الأخيرة نشاطاً دبلوماسياً ملحوظاً من قبل الأردن على الساحة الأوروبية، حيث قام جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده بعدد من الزيارات الرسمية واللقاءات مع القادة الأوروبيين والبريطانيين. والتي كانت تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية المهمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي كان لجلالتة دوراً مهماً في التوصل للتوقيع على إتفاق في مدينة شرم الشيخ المصرية بين أسرائيل وحماس أدى إلى وقف الحرب على غزة ،برعاية الرئيس الأمريكي ترامب وحضور عدد من قادة دول العالم .
يعتبر الحراك الدبلوماسي الأردني على الساحة البريطانية الذي يقودة جلالة الملك عبدالله الثاني جزءاً أساسياً من سياسة المملكة الأردنية الهاشمية في تعزيز علاقاتها الدولية. فقد برزت جهود جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده، الأمير الحسين، في توطيد الروابط مع بريطانيا، مما يدل على رؤية استراتيجية تسعى إلى تحقيق أهداف أهمية متعددة. تركز هذه الجهود على توضيح الدور الأردني كمركز استقرار في منطقة الشرق الأوسط، ما يعكس قدرة المملكة على معالجة القضايا الإقليمية من خلال حوار مفتوح وفعّال.
سعى الأردن، عبر حراكه الدبلوماسي، إلى بناء شبكة قوية من العلاقات التي تسهم في تحقيق مصالحه الوطنية. يشمل ذلك التعاون في مجالات مختلفة مثل الأمن، الاقتصاد، والثقافة، بالإضافة إلى مناقشة قضايا إنسانية تهم الطرفين. هذا التفاعل المستمر مع الدول الأوروبية يوفر للأردن منصة لتعزيز قضيته أمام المجتمع الدولي، مما يسهم في استقطاب الدعم اللازم للتنمية المستدامة.
تعتبر هذه الأنشطة الدبلوماسية التي تساهم السفارة الأردنية في لندن بالترتيب لها جزءًا من الاتجاه الأوسع الذي يتبعه الأردن لتعزيز وجوده على الساحة العالمية كداعم للسلام والأمن. من خلال تنظيم الزيارات الرسمية، والمشاركة في المؤتمرات الدولية، والتعاون مع المنظمات العالمية، يعكس الحراك الدبلوماسي الأردني التزام المملكة بتطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع التحديات الراهنة، سواءً كانت سياسية أو اقتصادية. يعتبر الأردن مرجعاً مهماً في القضايا الإقليمية، حيث يسعى إلى تقديم حلول مستدامة ونموذج للتعاون، مما يعزز من دوره كصوت مؤثر في السياسة الأوروبية.
في هذا السياق تُعتبر زيارة ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله إلى بريطانيا هذا الأسبوع والتي قام بالتحضير والتنسيق لها السفير الأردني في لندن منار الدباس واحدة من المحطات البارزة في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين. تعكس هذه الزيارة التزام الأردن بتعزيز الروابط السياسية والاقتصادية مع بريطانيا، وتفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات متعددة. هذا وكان قد رعى سمو الأمير الحسين بن عبدﷲ الثاني ولي العهد خلال زيارته إلى بريطانيا، يوم الاثنين الماضي، في لندن إطلاق منتدى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأردني البريطاني والذي دعي إليه مجموعة من أبناء الأردن المقيميين في بريطانيا العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصالات.
كما ويتوقع أن تساهم زيارة سموه في فتح قنوات جديدة للتعاون، خاصة في مجالات الأمن والدفاع والاقتصاد. من خلال هذه الزيارة، يمكن أن تُعزز العلاقات الثنائية وتُسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. علاوة على ذلك، ستعمل الزيارة على دفع المشاريع الاستثمارية المشتركة وتسهيل المبادلات التجارية.
هذا وتلعب السفارة الأردنية في لندن دورًا هامًا في تعزيز العلاقات الثنائية بين الأردن والمملكة المتحدة. إذ يسعى السفير الأردني منار الدباس جاهدة لتحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية والثقافية بين الأردن وبريطانيا من خلال تبادل الزيارات بين أعلى المستويات في البلدين الصديقين.
من الجدير بالذكر أن العلاقات الأردنية البريطانية تعنبر من العلاقات الاستراتيجية الهامة في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً أنهما تربطهما أواصر تاريخية وثقافية تمتد لعقود طويلة. حيث تأسست هذه العلاقات بشكل رئيسي بعد تأسيس إمارة شرق الأردن في عام 1921، على يد ملوك آل هاشم حيث ساهمت المملكة المتحدة في تشكيل النظام الإداري والسياسي في البلاد. ومنذ ذلك الحين، تطورت العلاقات بين البلدين لتشمل العديد من المجالات، بما في ذلك السياسية والاقتصادية.
على الصعيد السياسي والدبلوماسي، تُعد العلاقات الأردنية البريطانية علاقة شراكة تعتمد على التفاهم المتبادل والدعم. لطالما سعت المملكة المتحدة لدعم استقرار الأردن في وجه التحديات الإقليمية، مما ساهم في تعزيز الأمان والاستقرار في المنطقة. ومن الأمثلة على ذلك، كان هناك دعم بريطاني مستمر للأردن في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب، حيث تُعتبر المملكة الأردنية الهاشمية حليفاً استراتيجياً لبريطانيا في مواجهة التهديدات التي تواجه المنطقة.
علاوة على ذلك، فإن الحراك الدبلوماسي الأردني يكتسب أهمية خاصة في سياق العلاقات الدولية. يُعتبر الأردن أحد النقاط الاستراتيجية الهامة في المنطقة، وبالتالي فإن استقراره وسلامته يلعبان دوراً أساسياً في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. سيستمر الأردن في استخدام علاقاته مع بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية لتعزيز الأمن الوطني وإدامة التعاون الإقليمي، مما يضمن مستقبلاً قوياً ومستداماً لهذه العلاقات.
اقتصادياً، تُعتبر بريطانيا واحدة من أهم الشركاء التجاريين للأردن. يوفر التعاون بين البلدين منصة لتبادل المعرفة والخبرات، وكذلك الفرص الاستثمارية، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد الأردني. كما لعبت العلاقات مع بريطانيا دورًا حيويًا في توفير الدعم الفني والنقدي، والذي ساعد في تنفيذ العديد من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية.
في الختام لا بد من التوضيح أن السفير منار الدباس قام منذ تسلمه منصبه سفيرأ للأردن في لندن ، بجهود كبيرة ومتواصلة في تعزيز هذه الروابط من خلال السعي لتبادل الزيارات والملتقيات الثنائية بين الأردن وبريطانيا. حيث ساهمت هذه الجهود في تعميق الروابط بين البلدين وتعزيز التعاون في مجالات متعددة، مما يعكس أهمية العلاقات الأردنية البريطانية في تعزيز الاستقرار والتقدم في المنطقة.