الوطنية هي مشاعر قوية تجاه الوطن، وقد تتجلى بطُرق عديدة. لكن، هل يجب على الشخص الوطني أن يثبت ولاءه أو يبرر أفعاله؟ الجواب لا حيث تعتبر الوطنية ردا طبيعيا لارتباط الفرد بمكانه، ولا ينبغي أن تكون موضع شك أو تساؤل.
قد تواجه الوطنية في بعض الأحيان الشكوك والمواقف المسبقة من قبل الآخرين وبعض مؤسسات الدولة. لكن الشخص الوطني لا يحتاج إلى إثبات ولاءه أو تبرير أفعاله، حيث أن الوطنية ليست بحاجة إلى اعتراف او مباركة من أحد. فهي تتأصل في القلب وفي القيم، وعادة ما تعبر عنها الأعمال الجادة والإيجابية التي يقوم بها الفرد تجاه وطنه ومجتمعه.
أما الثقة فهي فعلًا مقدسًا في جميع جوانب حياتنا. إنها الخطوة الأولى نحو بناء علاقات قائمة على الاحترام والمودة. بدون الثقة، يصعب وجود أي علاقة مثمرة، سواء كانت صداقات، علاقات عائلية، علاقات مع الدولة ، أو حتى في المجالات المهنية. إن الثقة ليست مجرد شعور، بل هي أساس يبنى عليه التواصل الفعال وفهم الآخر.
من هذا المنطلق فإن بناء الثقة عملية تفاعلية تحتاج إلى جهود مستمرة. يمكن تحقيق ذلك من خلال الحوار المفتوح والشفافية. عند التواصل الصريح مع الآخرين، نُظهر لهم أننا نقدر مشاعرهم ونحترم آرائهم. أيضًا، الالتزام بتلبية الوعود من قبل الدولة نحو مواطنيها يُعتبر جانبًا ضروريًا في تعزيز الثقة. عندما نُظهر إفراد ومؤسسات أن لدينا القدرة على الوفاء بالتزاماتنا، فإننا نُعمق الشعور بالأمان لدى كافة الأطراف.
عندما يواجه الشخص الوطني تحديات أو تساؤلات حول دوافعه في أي عمل يقوم به ، يجب عليه الالتزام بمبادئه دون الحاجة لتقديم تبريرات. فالمبادئ الوطنية تمثل القيم الأساسية التي تدعم المجتمع وتعزز الانتماء. التمسك بتلك القيم في الأوقات الصعبة يعكس روح الوطنية الحقيقية.