العموم نيوز: في ظل التطورات المتسارعة في سوريا، والتي شهدت سيطرة الفصائل المسلحة على مدينة حماة واقترابها من حمص، وصل وزير الخارجية السوري، بسام صباغ، مساء الخميس، إلى العاصمة العراقية بغداد.
وخلال الزيارة، التقى صباغ بنظيره العراقي، فؤاد حسين، حيث تم بحث آخر المستجدات الأمنية في سوريا وسبل تعزيز التعاون بين البلدين. وأعرب حسين عن قلق العراق البالغ تجاه الوضع في سوريا، مؤكدًا أن بلاده تتابع التطورات عن كثب لما لها من تأثير مباشر على أمن واستقرار المنطقة بشكل عام.
من جهته، شدد الوزير السوري على أن التطورات الحالية في سوريا قد تمثل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة، مشيراً إلى أهمية التنسيق المشترك لحماية الأمن الإقليمي.
تأتي هذه الزيارة في وقت حساس بعد تصريحات مستشار رئيس وزراء العراق، حسين علاوي، الذي أكد أن موقف بغداد من وحدة سوريا ثابت وواضح. وقال علاوي، الخميس، “نراقب الوضع في سوريا ولن نقف متفرجين”.
في المقابل، أطل زعيم “هيئة تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني، في فيديو نشره عبر حسابات الهيئة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وجه رسالة إلى رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني. دعا الجولاني السوداني إلى “النأي بالنفس وعدم التدخل في الصراع السوري”، محذرًا من السماح لقوات من الحشد الشعبي بالتدخل في الشأن السوري. كما أكد أن “المواجهات الجارية في الشمال السوري لن تمتد إلى الأراضي العراقية”.
أما على الأرض، فقد شهدت سوريا معارك عنيفة في الآونة الأخيرة، إذ تمكنت الفصائل المسلحة من السيطرة على مدينة حماة واقترابها من حمص بعد السيطرة على الريف الشمالي بشكل كامل. هذه المعارك، التي تعد الأولى بهذا الحجم منذ عام 2020، أسفرت عن مقتل 826 شخصًا من المدنيين والعسكريين، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. كما أسفرت الاشتباكات عن نزوح أكثر من 280 ألف شخص، حسب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
وتجدر الإشارة إلى أن “هيئة تحرير الشام” وفصائل مسلحة متحالفة معها قد شنت هجومًا مفاجئًا على مدينة حلب الأسبوع الماضي، حيث تمكنت من السيطرة عليها بالكامل، لتواصل تقدمها نحو قلب مدينة حماة، التي تعد استراتيجية نظرًا لموقعها الذي يبعد 200 كيلومتر عن دمشق، أي حوالي ساعتين ونصف بالسيارة.