Home قضايا وآراءالأردن.. نموذج فريد في التعايش والتسامح الاجتماعي والسياسي ورفض الإقصاء

الأردن.. نموذج فريد في التعايش والتسامح الاجتماعي والسياسي ورفض الإقصاء

بقلم: محمد الطورة (أبو مهند)

by dina s
351 views
A+A-
Reset

في الأردن، تسود ثقافة سياسية واجتماعية فريدة تُبرز الانفتاح على مختلف الأطياف السياسية والفكرية، حيث لم يتم إقصاء أحد لأي سبب كان. هذا الانفتاح يعكس نهجاً متقدماً قوامه التعددية وتقديم مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية.

يُبرز الأردن قيادةً وشعباً مثالاً يحتذى في الوحدة الوطنية، في ظل التحديات الراهنة، فالحاجة مُلحّة اليوم لأن نكون جميعاً على قلب رجل واحد، إذ تتعزز أهمية التعاون والتكاتف بين الحكومة والمواطنين لتحقيق أهداف مشتركة تخدم المصلحة العامة.

ومن الظواهر الفريدة في المشهد الأردني انتقال بعض الأفراد من خندق المعارضة إلى صفوف الموالاة والعكس، ما يعكس مرونة النظام الأردني ونهجه في استيعاب كافة الأطياف. وما يميز هذا التحول هو ارتباطه بالنوايا الصادقة والرغبة الصادقة في تحقيق مصلحة الوطن.

لطالما أظهرت التجارب أن عدداً كبيراً من كبار رجال الدولة السابقين، بعد انتهاء خدمتهم الرسمية، أصبحوا ينتقدون سياسات معينة للدولة، في حين شهدنا معارضين سابقين يتبنون أدواراً بارزة في الدفاع عن الوطن من داخل المناصب الرسمية. حيث يؤكد هذا الانتقال نضوج التجربة السياسية الأردنية ومرونتها في التعامل مع التوجهات المختلفة.

النظام الهاشمي في الأردن نموذج يحتذى في الانفتاح السياسي، حيث تُفتح قنوات الحوار والتواصل مع الجميع، سواء من الموالاة أو المعارضة. ومن خلال هذه القنوات، اكتشفت الدولة أن بعض المعارضين يحملون وطنية صادقة وغيرة على مصلحة الوطن، ما يعزز أهمية الاستماع إلى وجهات نظر الجميع لتطوير الأداء العام.

لقد وهب الله الأردن قيادة هاشمية حكيمة جعلت القانون مرجعاً للجميع. حيث يتمتع المواطن الأردني بحرية فكرية وسياسية تحسده عليها الكثير من الدول. الملك الهاشمي، في عدالته وإنسانيته، يمثل نموذجاً يُحتذى في التسامح والحرص على مصلحة أبناء وطنه، حتى مع المخطئين، إذ يسعى دائماً لإعادة بناء جسور الثقة والأمل.

وتكمن خصوصية المجتمع الأردني في تعدديته وانتمائه العميق للأمتين العربية والإسلامية.كما يتميز بتماسكه الأسري وقوة الروابط العشائرية، التي شكلت عبر التاريخ ركيزة للأمن والاستقرار، هذا التماسك جعل الأردن نموذجاً يُحتذى في التعايش السلمي بين مكوناته المتنوعة، ما أسهم في تعزيز مكانته كواحة للتسامح والاعتدال في المنطقة.

والأردن، منذ تأسيسه، كان رائداً في تعزيز قيم الإنسانية والتسامح، سواء على الصعيد الداخلي أو الدولي. ومن أبرز المبادرات التي توجت هذا النهج، طرح الملك عبد الله الثاني مبادرة “أسبوع الوئام بين الأديان”، التي اعتمدتها الأمم المتحدة عام 2010. إذ تؤكد هذه المبادرة الدور الأردني المحوري في نشر ثقافة الحوار والتفاهم بين مختلف الشعوب والأديان.

وانطلاقاً من هذه القيم، ندعو المؤسسات الوطنية إلى فتح أبواب الحوار مع كافة أبناء الوطن، من صفوف المعارضة والموالاة، في الداخل والخارج، بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية. إذ أن الحوار هو الوسيلة المثلى لبناء وطن قوي ومستقر، قادر على مواجهة تحديات الحاضر وصناعة مستقبل أفضل لجميع أبنائه.

في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة، يبقى الأردن نموذجاً في التسامح والتعايش واحترام التنوع، ما يعكس رسالة إنسانية حضارية للعالم أجمع.

You may also like

Leave a Comment

اخر الاخبار

الاكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة العموم نيوز

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00