يُسجل للمصور الخاص السابق لجلالة الملك عبدالله الثاني، حفظه الله، الزميل يوسف العلان، توثيقه، في كتاب مصور صدر حديثا، لأكثر من عقدين من الزمن قضاها في خدمة جلالته، وذلك عبر عرض لمجموعة من الصور الفريدة التقطتها عدسته الخاصة، لتؤرخ في المحصلة لسنوات اليوبيل الفضي لعهد جلالة الملك، أعز الله ملكه.
المميز في كتاب العلان تقسيمه للصور في فصول، حمل كل واحد منها عنوانا يرشد المتصفح لما تحمله من دلالات، ولعل أهمها، في مجمل القول، تسليط الضوء على جهد ملكي استثنائي كبير، في سعي جلالته الدؤوب، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، حفاظا على المصالح العليا للوطن وشعبه، وتعزيزا لبناء الدولة الأردنية الحديثة في مختلف مناحي الحياة.
من جميل ما ورد في الكتاب المصور ما خطه المستشار السابق لجلالة الملك لشؤون الإعلام والاتصال، والوزير السابق لشؤون الإعلام، والسفير الحالي في جمهورية مصر العربية، ومندوب الأردن الدائم لدى جامعة الدول العربية، معالي السفير أمجد العضايلة، في مقدمة الكتاب، تحت عنوان “رحلة بصرية تجسد مسيرة ملكية”، بالقول: “بين مصور الملك، وحارس الصورة، يبحر يوسف العلان في كتاب “على العهد” بين ثنايا مناسبات ولقاءات وجولات وزيارات ملكية، وثقتها صور قيمة، هي اليوم شاهد حي على مرحلة ذهبية، من عمر الأردن الحديث، نقلته نحو رفعة وتنمية وأعمدة بناء ماثلة في صفحة الوطن”.
يحمل الكتاب صفة الشمولية في الطرح وغزارة المعاني والدلالات من باب عرضه للحظات عائلية وإنسانية وشعبية عفوية، إضافة إلى محطات رسمية ذات أبعاد وطنية وسياسية، مدنية كانت أو عسكرية مع رفاق السلاح، ليتمكن العلان، باحترافية مشهود له بها، من التحليق بالجمهور من فصل إلى آخر بكل مهنية وموضوعية، تجسيدا لقصة قائد شجاع حكيم كرس حياته لشعبه الأصيل.
يقدم الكتاب رحلة من التسلسل الزمني، أبدعها العلان بعقله وقلبه، فجاءت تحفة تسر الناظرين، ليضيف لذاكرة الوطن وللأجيال القادمة إرثا حيا مميزا يجسد رؤية وعزم وجهد قائد نشامى ونشميات الأردن في سعيه للمضي قدما بمسيرة البناء والعطاء في وطن راسخ عبر التاريخ في جذوره، وقادر على الولوج إلى المستقبل باقتدار عز نظيره بين الأمم.
ولعل ما يميز هذا الكتاب، ما ذكره العلان في مقدمته من أنه “رحلة لجهد وطني ودولي لجلالة الملك من أجل الأردن، وتوثيق لجانب من مسيرة قائد تميزت بالإنسانية والقيادة الحكيمة، عنوانها التفاني والتواصل”.
كتاب العلان مرجع بصري بامتياز، وجدير بأن يعمم في مختلف مكتبات الوطن ومدارسه وجامعاته ومؤسساته العامة والخاصة، فهو يحمل لحظات حصرية مختارة، بسردية معبرة، تشكل شواهد على عظيم إنسانية ومهنية وحنكة ملك أعزنا الله به وبحكمه الرشيد، فكنا جميعا وسنبقى “على العهد” ما حيينا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.