العموم نيوز- خاص
وسطَ ترقّب شعبيّ؛ يتهيأ أعضاء مجلس النوّاب للاستماع للبيان الوزاريّ الّذي سيقدّمه رئيس الحكومة الدكتور جعفر حسّان، اليوم الأحد، يتخلّل ذلك مناقشات نيابيّة لمضامين البيان، يُصار بعدها بعدّة أيّام إلى منح الثقة أو حجبها.
وبحسب ما كشفت المصادر لـ”العموم نيوز” فإنّ البيان الوزاريّ المرتقب سيتركّز على تعزيز أواصر العلاقة بين السلطتين التنفيذيّة والتشريعيّة، وسيطرح البرامج الحكوميّة الخاصّة بمسارات الإصلاح السّياسيّ والاقتصاديّ استنادًا إلى كتاب التكليف السّامي للحكومة، مضيفةً أنّ حكومة الرئيس حسّان ستحرص على أن تكون برامجها محدّدة زمنيًّا بعيدًا عن الوعود أو محاولات عقد تفاهمات مع النوّاب لضمان حصولها على الثقة، خصوصًا، أنّ عصر “نائب الخدّمات” قد انتهى.
وبيّنت المصادر ذاتها أنّ الرئيس حسّان قد أجرى قبل (75) يومًا من موعد بيانها الوزاريّ سلسلة لقاءات مكثّفة مع معظم نوّاب مجلس (2024) في مسعًى منه لإنشاء قنوات اتصال فاعلة تؤسّس لعلاقة عنوانها “المصلحة الوطنيّة أوّلًا”، كما أنّه اتخذ عددًا من المبادرات ذات دلالات إيجابيّة، منها؛ الإعفاء الضريبيّ لسيارات (الكهرباء)، وإعفاء المركبات المنتهي ترخيصها من الغرامات المترتبة عليها؛ ما يجعل النوّاب الذين تُحاصرهم قواعدهم الشعبيّة بهمومها وأزماتها وقضاياها ومطالباتها بأنْ يمنحوا الثقة دون وجل.
لكنّ طريق الرئيس حسّان قد يشهد بعض (المطبات)؛ لأنّ مجلس النوّاب الجديد يختلف عن المجالس السّابقة بتركيبته المعقدة، فمقاربة النوّاب المحسوبين على حزب جبهة العمل الإسلاميّ والذي حصل (31) مقعدًا تتباين عن الكتل الأخرى، وحسابات (السرايا) ليست كحسابات (القرايا)؛ وهو الأمر الذي يدركه (حسّان) بوصفه خبيرًا في تعقيدات علاقة الحكومات مع المجالس النيابيّة، سيّما أنّه كان وزيرًا في حكومات سابقة.
وللحصول على الثقة النيابيّة، وضمان تمرير الحكومة لبيانها الوزاريّ دون جمل اعتراضيّة؛ فيجب الحصول على نصف عدد أعضاء المجلس زائد واحد، أي (70) نائبًا من أصل (138)، فيما يُحسب الامتناع عن التصويت على أنّه حجب للثقة.
بعد تقديم الرئيس حسّان للبيان الوزاريّ؛ سيُلقي أعضاء المجلس خطاباتهم التي تنتظرها –بتحرّق- قواعدهم الشعبيّة، بينما يتحلّق متصيدو الزّلات علّهم يرصدون زلةً أو خطأً لغويًّا؛ لإجراء المقارنات مع الخطابات السابقة لأعضاء المجلس، وبالتحديد؛ الخطاب التاريخيّ للنائب الأسبق والأديب الراحل فخري قعوار الذي أعاد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعيّ نشره لما يتضمنه من فصاحة وجزالة ونقد سياسيّ متزن وخارق للسقوف.