العموم نيوز: أطلقت الروائية العُمانية آية السيابي عملها السردي الجديد تحت عنوان “العنبر الخامس… الحياة في سجن النساء”، الصادر حديثًا عن دار “الآن ناشرون وموزعون” بالأردن.
وتأتي هذه الرواية في 264 صفحة من القطع المتوسط، وتُعدّ إضافة قوية لمسيرة الكاتبة في مجال السرد النسوي والواقعي المؤلم.
تواصل السيابي في هذا العمل أسلوبها اللغوي المكثف والمشحون بالدلالة، حيث تُدخل القارئ مباشرة إلى عمق الحدث دون مقدمات مطوّلة.
وتختار أن تبدأ الرواية برسالة تمهيدية تحت عنوان «رجاء!»، تُخاطب فيها المرأة بكلمات تفيض بالشجن والقوة، وتقول:
أوصيكِ بنفسكِ خيراً!
فكلُّ دمعٍ لا يقطِف منكِ أسوأ ما فيكِ، لا يُعوّل عليه!
وكلُّ نحيبٍ لا يُقرّبكِ من أناكِ، لا يُعوّل عليه!
ما يُميز هذا العمل هو تعدد الرواة، حيث تُمنح الشخصيات فرصة نادرة للبوح من زوايا مختلفة داخل فضاء سجن النساء.
كل سجينة تحمل معها حكاية، جرحًا، وألمًا يتراكم في الصمت؛ هذا التنوع السردي يُقرب القارئ من التجربة الإنسانية، ويمنحه زاوية نظر أعمق إلى حياة منسية خلف القضبان.
اختارت السيابي أن تبدأ كل جزء من الرواية بعبارة تمهيدية موجزة، لكنها عميقة المعنى
“موقف واحد فقط، يجعل الحياة بعده تتخذ وجهة يستحيل معها أن تعاود سيرتها الأولى”.
“سُرّبت هذه الأوراق من غسق زوايا سجن عربي مجهول… سجينات منسيات، تسكنهنّ جهالة الليل وتأسرهنّ ضغينة النهار”.
“الحياة في السجن هي فضاء في العدم، في اللاحياة، زمن ميّت أو غافٍ حتى حين”.
تشكّل هذه الفقرات جُسورًا بين الفصول، وتضخ بُعدًا تأمليًا يهيئ القارئ نفسيًا للدخول في تجربة سردية مؤلمة ومكثفة.
الرواية لا تكتفي بسرد الواقع بل تنحاز بوضوح للمرأة، وتسعى لتفكيك الوجع الأنثوي داخل بنية السجن – سواء كان حسيًا أو مجازيًا.
السيابي، كما في أعمالها السابقة، تكتب من موقع الالتزام بقضايا المرأة، وتُسلط الضوء على السجينات بوصفهن نماذج إنسانية لا يُرى منها سوى السطح الظاهر.
آية السيابي ليست جديدة على عالم الأدب، فقد أصدرت سابقًا مجموعة قصصية بعنوان “لن أواري سوأتي” (2021)، ورواية “يباسْ” (2022)، وصولًا إلى “العنبر الخامس” (2025).
وقد نالت عن أعمالها عدة جوائز، أبرزها: جائزة الشارقة الثقافية لإبداعات المرأة الخليجية – المركز الأول في فرع الآداب والفنون (مارس 2023). وجائزة العُمانيات الرائدات في مجال الثقافة والأدب بترشيح من وزارة الثقافة (2024).