Home أخبار عاجلة“العيش بين نارين” نار من يحسبك على الوطن ومؤسساته ونار من يشكك بنواياك وأهدافك اتجاه الوطن

“العيش بين نارين” نار من يحسبك على الوطن ومؤسساته ونار من يشكك بنواياك وأهدافك اتجاه الوطن

by dina s
5 views
A+A-
Reset

لندن: محمد الطّورة

“العيش بين نارين” وتحديات المشاريع الإعلامية

عندما قررت إطلاق موقع “العموم نيوز” كمنصة إعلامية عربية أردنية وفي زمن تتداخل فيه المشاعر والانتماءات، وجدت نفسي أعيش بين نارين واحدة من جهة الوطن ومؤسساته، وأخرى من قبل المشكيين في الأهداف والنوايا .لا شك ان  “العيش بين نارين”  يُعتبر معاناة حقيقية يعايشها العديد من الناس في مجتمعاتهم. على الرغم من الانتماء والولاء، قد يشعر الفرد بأنه محاصر  في هذه الدوامة وبين تلك النارين . أنا شخصياَ أقبل أن أعيش تحت لهيب نار الوطن ممها كانت كاوية ولكنني أرفض رفضاَ قاطعاً أن عيش تحت نار الشكوك من قبل أي جه أو أي شخص حتى لو كانت هذه النار “برداً وسلاماً”

تعتبر المشروعات الإعلامية من العناصر الأساسية في تشكيل الرأي العام والمساهمة في التغيرات الاجتماعية والسياسية. في العصر الحديث، حيث تتسارع وتيرة التغيرات العالمية وتتنوع مصادر المعلومات، تبرز أهمية دور المؤسسات الإعلامية بشكل كبير. فهي ليست فقط وسائل لنقل الأخبار، بل أصبحت أشبه بمراكز حيوية لتوجيه المجتمع وتوجيه الرأي العام نحو قضايا معينة.

تتجلى قدرة الإعلام على التأثير في كيفية استقبال الناس للمعلومات وتفسير الأحداث من حولهم. تعكس المشروعات الإعلامية، سواء كانت صحفية، إذاعية، أو تلفزيونية، الآراء ووجهات النظر المختلفة، مما يساعد على إثراء النقاشات العامة. لكن، هذا التأثير يأتي مع مسؤولية كبيرة؛ حيث يتعين على المؤسسات الإعلامية الالتزام بأخلاقيات الصحافة والمبادئ المهنية. ويجب أن يتم ذلك من خلال تقديم محتوى دقيق وموضوعي، مع مراعاة توازن وجهات النظر المتنوعة.

ومع ذلك، تواجه المشروعات الإعلامية العديد من التحديات في هذا السياق. تتضمن هذه التحديات الضغوط السياسية والاقتصادية، فضلاً عن الاستجابة لمتطلبات الجمهور المتزايدة على المعلومات الدقيقة والموثوقة. كما أن الأحداث السياسية والاجتماعية، مثل التحولات الديمقراطية، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على طبيعة المحتوى المقدم. لذا، يتوجب على الإعلاميين أن يكونوا على دراية بهذه الديناميات وأن يتفاعلوا بشكل مسؤول مع البيئات المتغيرة.

في النهاية، تبقى المشروعات الإعلامية ذات أهمية قصوى في الحفاظ على شفافية المجتمع وتعزيز الديمقراطية من خلال إيصال الحقيقة ووجهات النظر المختلفة بشكل موضوعي.

تواجه صناعة الإعلام في الدول المختلفة مجموعة متنوعة من الضغوطات من قبل الدولة ومؤسساتها، والتي تؤثر بشكل مباشر على حرية التعبير وأداء المهنة. فعلى سبيل المثال، تتطلب الحكومات من الإعلاميين الامتثال لمجموعة من القوانين واللوائح التي تحدد ما هو مقبول من المحتوى الإعلامي. هذه القوانين، رغم كونها تهدف إلى تنظيم المشهد الإعلامي، قد تُفسر أحياناً على أنها وسائل للرقابة، مما يحد من القدرة على تناول المواضيع الحساسة أو انتقاد الحكومة.

علاوة على ذلك، يواجه الصحفيون تحديات من حيث الضغوط الاجتماعية والسياسية المرتبطة بالولاءات الوطنية. يعتبر بعضهم أن الإعلاميين ينبغي أن يعكسوا صورة إيجابية عن الوطن، مما يعني أن الانحراف عن هذا المسار قد يؤدي إلى اتهامات بالخيانة أو عدم الوطنية. هذا يتسبب في صراعات داخلية لدى الإعلاميين حول كيفية التوازن بين التزامهم المهني كمراسلين للحقائق وبين المتطلبات الثقافية وإرضاء القائمين على السياسية لدولهم.

تساهم تلك الضغوطات أيضاً في خلق بيئة قد يشعر فيها الإعلاميون بالخوف من التعبير عن آرائهم بحرية، مما يؤدي إلى نوع من الرقابة الذاتية. على الرغم من أن البعض يسعى لمواجهة هذه الضغوطات من خلال اتخاذ مواقف جريئة، إلا أن الغالبية تميل إلى اتخاذ خطوات تحفظية للحماية من العقوبات القانونية أو الاجتماعية. وبالتالي، تضع هذه الديناميكيات تحديات تجعل من الصعب الحفاظ على مستوى عالٍ من المصداقية والولاء لطبيعة العمل الصحفي، مما يؤثر بالتالي على جودة المحتوى والمعلومات المتاحة للجمهور.

تواجه الصحافة والإعلام اليوم تحديات هائلة، خصوصًا في ظل البيئة الرقمية السريعة التغير. إن الشكوك التي تزرع في نفوس الجمهور تجاه الإعلاميين تتزايد، وتتأثر هذه الشكوك بالمواقف السياسية المتباينة. غالبًا ما يُنظر إلى الإعلاميين على أنهم منحازون، مما يؤدي إلى تكوين آراء عامة قائمة على الاستنتاجات الخاطئة. هذه الديناميكية تُعتبر خطيرة لأنها تؤثر على مصداقية وسائل الإعلام وتثني الجمهور عن استهلاك الأخبار بطريقة موضوعية.

يعتبر السعي نحو التوازن والحياد أحد الأركان الأساسية في العمل الإعلامي. فقد أصبح من الضروري أن يتبنى الصحفيون ومنتجو المحتوى نهجاً قائماً على النزاهة الموضوعية، في ظل التوجهات المتعددة والمتنوعة التي تتسم بها الساحة الإعلامية اليوم. إن الحفاظ على الحياد يعني الاستماع إلى جميع الآراء والوجهات دون تحيز، وهو ما يسهم في تحقيق إعلام يبتعد عن التحامل ويدعم الحقيقة.

لتحقيق هذا التوازن، يعتمد الكثير من المهنيين على بناء علاقات صحية مع الأطراف المعنية. تتطلب هذه العلاقات التواصل الفعّال مع مختلف الفصائل، سواء كانت فصائل حكومية، معارضة، أو حتى المجتمع المدني. التواصل البناء يساعد في خلق مناخ من الثقة، يمكن الصحفيين من الحصول على معلومات دقيقة وشاملة. من هنا تأتي أهمية التواصل كأداة ضرورية تساهم في تحقيق الشفافية وتسهيل الوصول إلى المعرفة المطلوبة.

في نهاية المطاف، فإن السعي نحو التوازن والحياد في العمل الإعلامي واستثمار الوقت في بناء العلاقات الثنائية وتقنيات البحث الدقيقة، كلها عوامل تساهم بشكل كبير في تعزيز مصداقية الإعلام ودعمه لتحقيق دوره الحيوي في المجتمع.

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00