إجماع كامل في الشارع الفلسطيني بكافة جغرافيا فلسطين على عظمة موقف الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني من القضية الفلسطينية، والحرب على غزة، والاعتراف بدولة فلسطين وصولا لحل الدولتين، فلم يجد الفلسطينيون موقفا أكثر حسما وشجاعة ووضوحا أكثر من موقف جلالة الملك الذي وضع العالم أمام مسؤولياته تجاه القضية عندما أكد جلالته على أن التاريخ «سيحكم علينا من خلال أفعالنا، إنه اختبار لإنسانيتنا وإخلاصنا»، في حسم واضح وعملي وحقيقي.
حضرت فلسطين بقوة الحسم الملكي على طاولة الأمم المتحدة، حضورا عمليا حقيقيا، حيث أكد جلالة الملك عبد الله الثاني سواء في خطابه التاريخي في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين التي عقدت بنيويورك، أو خلال اجتماعات ولقاءات جلالته التي شكّلت في كل لقاء وحوار قمة بحد ذاتها بشأن القضية الفلسطينية، أكد على ضرورة حل عادل للقضية الفلسطينية، أكد جلالته بوضوح أمام صنّاع قرار العالم وقادته، أن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي يبقى مختلفا، كونه، أقدم صراع مستمر في العالم، وهو احتلال غير قانوني لشعب مسلوب الإرادة، من قبل دولة تدعي الديمقراطية، وانتهاك صارخ لقرارات الأمم المتحدة المتكررة والقانون الدولي واتفاقيات حقوق الإنسان، كما قال جلالته «وهذا إخفاق كان ينبغي أن يثير الغضب ويحفز على اتخاذ إجراءات صارمة، خاصة من كبرى الدول الديمقراطية، إلا أنه قوبل بعقود من التغاضي والخذلان».
هذا الوضوح والحسم الجريء من جلالة الملك، وقف له الفلسطينيون احتراما وتقديرا وعرفانا بأن الأردن بقيادة جلالة الملك هو الداعم والسند لهم ولعدالة قضيتهم، الأردن من يعزز صمودهم، ويضع حقهم على أهم المنابر العالمية، الأردن من يضع العالم أمام مسؤولياته تجاه فلسطين، التي كما قال جلالته قوبلت «بالتغاضي والخذلان»، فكان وقع جهود جلالة الملك في نيويورك على اجتماعات الأمم المتحدة الأسبوع الماضي في الشارع الفلسطيني غاية في الأهمية، بل غاية في الحسم، فهو الموقف الأكثر قوة والأكثر أثرا في دعم صمودهم، والأكثر عملية بحلول للقضية الفلسطينية تمنحهم حقوقهم المشروعة.
لاقت مواقف جلالة الملك عبد الله الثاني في نيويورك تقديرا كبيرا من الأشقاء الفلسطينيين على المستويين الرسمي والشعبي والإعلامي، وحتى الاقتصادي، بتأكيدات أنها استكمال لجهود تاريخية لم تتوقف يوما لدعم القضية الفلسطينية، لاقت ردود فعل كبيرة اعتبر بها الفلسطينيون ليس طرفا في الدفاع عن فلسطين، إنما شريك في أن ينال الفلسطينيون حقوقهم، وفقا للشرعية الدولية، مستنهضا الهمم العالمية لإنقاذ فلسطين بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وداعيا لرفض التهجير سواء لأهل غزة أو للضفة الغربية، مجددا مسؤوليته تجاه حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، معتبرين صوت الأردن بقيادة جلالة الملك هو الصوت الذي أبقى ويبقي فلسطين قضية مركزية حاضرة دوليا، والأهم حاضرة بقوة وعدالة.
ترقّب الفلسطينيون اجتماعات الأمم المتحدة، نظروا لها بقلوب تتسارع نبضاتها فقد سبقها اعترافات دولية بأعداد كبيرة بدولة فلسطين، هذه الاعترافات التي جاءت وفق الفلسطينيين بجهود الأردن بقيادة جلالة الملك لحشد العالم تجاه هذه المواقف، ترقبوا حسما دوليا، ليسمعوا صوت الأردن يهز أروقة الأمم المتحدة بالحقيقة الفلسطينية والحق الفلسطيني، ترقّب الفلسطينيون مواقف فجاءهم الموقف الأردني بحسم ملكي ورؤية عميقة، وتحريك ساكن عالم تعامل مع قضيتهم العادلة بالتغافل والخذلان.