يُعد القاضي ياسين العبداللات من الشخصيات القضائية الرفيعة التي تركت بصمة واضحة في تاريخ القضاء الأردني، حيث قدم إسهامات كبيرة في خدمة العدالة والمساواة طوال مسيرته الممتدة على مدار أربعة عقود. لقد كان القاضي العبداللات أكثر من مجرد قاضٍ؛ فقد تجسد في شخصيته نموذجًا للعدالة والنزاهة، وكان دائمًا في طليعة الذين يساهمون في بناء وتطوير النظام القضائي الأردني بما يتماشى مع رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني في ترسيخ قيم العدالة واستقلالية القضاء.
منذ تخرجه في عام 1980م، بدأ القاضي ياسين العبداللات مسيرته المهنية في مجال القضاء ليشغل العديد من المناصب القضائية الرفيعة، منها قاضي محكمة الجنايات الكبرى، وقاضي محكمة الاستئناف، ونائب عام لمحكمة الجنايات الكبرى، بالإضافة إلى توليه العديد من المناصب العليا الأخرى التي جعلت له مكانة مرموقة في النظام القضائي الأردني. وقد ترك القاضي العبداللات أثرًا بارزًا في جميع المواقع التي شغلها، بدءًا من محكمة التمييز وصولاً إلى محكمة العدل العليا ورئاسته للهيئات القضائية المتخصصة في قضايا أمن الدولة ومكافحة الفساد.
على الرغم من الأعباء والمهام التي تحملها طوال سنواته في السلك القضائي، كان للقاضي العبداللات دور محوري في تطوير البيئة القانونية والقضائية في الأردن. فقد ساهم في تطوير البنية التحتية للقضاء، وشارك في لجان تعديل القوانين، بالإضافة إلى دوره الفاعل في تدريب القضاة الجدد، سواء كانوا أردنيين أو من دول عربية شقيقة، مما يعكس التزامه بنقل خبراته للأجيال القادمة.
ومن حيث التقدير، حصل القاضي العبداللات على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لجهوده الكبيرة، من أبرزها درجة الدكتوراه الفخرية في القيادة الإنسانية في 2015، إضافة إلى ميدالية اليوبيل الفضي من جلالة الملك عبد الله الثاني في عام 2024.
القاضي ياسين العبداللات، بمهنيته العالية واستقلاليته، هو رمز للعدالة والنزاهة في الأردن، ويُعد أحد القضاة الذين أثروا في مسار القضاء الأردني، وسيظل اسمه في ذاكرة العدالة مثالًا يحتذى به للأجيال القادمة من القضاة، ليظل مشعلًا يُضيء الطريق نحو المزيد من التطور والتميّز في القضاء الأردني.