يعد معالي المشير حابس ارفيفان المجالي أحد الرموز العسكرية الوطنية الأردنية البارزة التي كرست حياتها للدفاع عن تراب الوطن وحماية فلسطين ومبادئ العروبة. يُعتبر الحديث عن مسيرة هذا القائد تخليداً لقيم الوفاء والإخلاص للأجيال الصاعدة، حيث تبقى بطولاته وجهاد الجيش العربي الأردني محط فخر واعتزاز في ذاكرة الوطن.
شخصية المشير حابس المجالي
امتاز المشير حابس المجالي بروح الفروسية والشجاعة التي كانت مفتاحاً لشخصيته الفريدة. ورغم صلابته العسكرية، اتصف بفراسة مؤمن وذكاء فطري تجلى في الخطط العسكرية التي قادها لتحقيق انتصارات مهمة، خصوصاً في المعارك المصيرية على أرض فلسطين وفي الدفاع عن القدس.
وبرزت عبقريته العسكرية خلال قيادته للكتيبة الرابعة الأردنية في حرب عام 1948، حيث تمكن من أسر آرييل شارون الذي أصبح لاحقاً رئيس وزراء إسرائيل، وذلك عندما كان الأخير ملازماً في الجيش قرب القدس. ولا تزال بطولاته محل تقدير أهل القدس الذين يتغنون بها في أفراحهم مرددين: “حابس حابسهم بالوادي”.
المسيرة العسكرية وتوليه القيادة
بدأ المشير حابس المجالي حياته العسكرية في سن مبكرة بعد تخرجه من مدرسة السلط، ليصبح أول ضابط أردني يحمل رتبة مرشح، وأول ضابط يقود كتيبة مشاة. تولى المجالي منصب القائد العام للقوات المسلحة الأردنية بين عامي 1961 و1968، وهي فترة شهدت تطورات مهمة على الصعيدين الوطني والإقليمي. قاد المشير العديد من المعارك التاريخية، مثل معركة اللطرون وباب الواد، التي أكدت على قدرته القيادية وكفاءته العالية في إدارة المعارك وتحقيق الانتصارات.
إنجازات وأوسمة وتكريمات
كانت مسيرة المشير المجالي حافلة بالإنجازات، حيث منحته المملكة الأردنية الهاشمية والأوطان العربية العديد من الأوسمة والشارات تكريماً لجهوده وتضحياته. من بين هذه الأوسمة: وسام النهضة المرصع، وسام النهضة من الدرجة الأولى، وسام النجمة من الدرجة الأولى، وسام الخدمة العامة بفلسطين، وسام الاستقلال، وسام الاستحقاق السوري، ووسام الرافدين العراقي.
المساهمات الثقافية والأدبية
لم تقتصر شخصية المشير حابس المجالي على الجانب العسكري فقط، بل كان يتمتع بحس أدبي رفيع، إذ كتب العديد من القصائد الوطنية والعاطفية التي لا تزال تُذكر حتى اليوم، مثل قصيدة “حنا كبار البلد” التي تعبر عن انتمائه الوطني. ومن المقتطفات الشهيرة:
“حنا كبار البلد، حنا أهل الفخر، حنا الكرامة والشهامة والنسب”
كما اشتهر أيضاً بمشاركته في كتابة قصيدة “تخسى يا كوبان” التي أدتها الفنانة سلوى العاص في السبعينيات، والتي تعبر عن قوة ووحدة الشعب الأردني.
للاطلاع على المزيد من المعلومات عن حياة وإنجازات المشير حابس المجالي، يمكنك زيارة موقع القوات المسلحة الأردنية وموقع المتحف العسكري الأردني.
الإيمان بالعلم والتطوير
كان المشير حابس المجالي يؤمن بدور العلم في بناء الأوطان، وكان من أوائل المؤسسين للجامعة الأردنية، مما يعكس رؤيته العميقة لأهمية التعليم والتطوير في تعزيز قوة الوطن.
النشأة والبدايات
ولد حابس المجالي عام 1910 في ظل الثورة التي قادها رجال الكرك دفاعاً عن النفس والوطن ضد مدافع الدولة العثمانية، حيث تم اعتقال العديد من الأحرار الأردنيين ومن بينهم والدته السيدة بندر الكركية، التي أنجبته في المعتقل. تلك البيئة الصعبة شكلت نواة روح النضال والمقاومة في شخصية المجالي، وغرست فيه مبادئ الفروسية والبطولة منذ الصغر.
تخليد ذكراه
تكريماً لإرثه الكبير، قامت المملكة الأردنية الهاشمية بتحويل منزله في عمان إلى متحف يضم مقتنياته وسيرته الذاتية، ليبقى شاهداً على بطولاته وقدوته الملهمة للأجيال القادمة. يمكنك زيارة الموقع الإلكتروني للمتحف لمزيد من التفاصيل حول معروضاته وتاريخه.
إن مسيرة المشير حابس المجالي ستظل رمزاً للعطاء والوفاء للوطن، ودليلاً على شجاعة الأردنيين وتضحياتهم من أجل الحرية والكرامة.