كتب: محمد الطّورة
تبدأ مسيرة جلالة الملك عبدالله الثاني في الحكم منذ توليه العرش في الثاني والعشرين من يونيو عام 1999، حيث جاء هذا التوقيت في ظروف معقدة تميزت بالتحديات السياسية والاقتصادية التي واجهتها المملكة الأردنية الهاشمية. وراثة الملك عبدالله الثاني للعرش أعطته فرصة لإحداث تغييرات جذرية في مختلف جوانب الحياة الأردنية، إذ أجرت المملكة في عهده مجموعة من الإصلاحات الهامة في السياسة الداخلية. من أبرز هذه الإصلاحات إطلاق برامج تهدف إلى تعزيز الديمقراطية وزيادة المشاركة الشعبية في الحياة السياسية.
كما تعززت السياسة الخارجية للأردن في عهده، حيث عمل الملك عبدالله الثاني على إقامة علاقات استراتيجية مع الدول الكبرى، وقد أظهر التزامًا بمبدأ التوازن في علاقات الأردن الإقليمية والدولية. كانت هناك العديد من الأزمات من حوله، بما في ذلك الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأحداث في العراق وسوريا، ومع ذلك اتخذ الملك قرارات حاسمة تهدف إلى حماية مصالح الأردن وضمان استقراره. من خلال مشاركته النشطة في الجهود الدبلوماسية، تمثل الدور الفعال للمملكة كحلقة وصل بين الشرق والغرب.
إن شخصية الملك عبدالله الثاني القيادية ورؤيته الطموحة أدت إلى تعزيز الاستقرار والتنمية في المملكة، حيث إن توجيهاته تشجع على الاستثمار في التعليم والصحة والبنية التحتية، مما ساعد على تحسين مستوى الحياة للأردنيين. كما يشمل عهده مساعي مستمرة لتحقيق التنمية المستدامة، مما يعكس التزامه بروح العصر ومتطلبات المواطن الأردني. هكذا، فإن الملك عبدالله الثاني لم يكن مجرد حاكم، بل قائد يسعى دائمًا نحو تحقيق سلام شامل وتقدم مستدام للمملكة الأردنية الهاشمية.
على مدى 26 عامًا من حكم الملك عبدالله الثاني، شهدت حياة الأردنيين تغيرات كبيرة على الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية. تهدف السياسات الملكية إلى تعزيز حياة المواطنين وتحسين مستوى المعيشة من خلال برامج مختلفة في مجالات مثل التعليم والصحة والاقتصاد.
في مجال التعليم، تم اتخاذ خطوات جادة لتحديث المناهج الدراسية وبناء مدارس جديدة. ركزت الحكومة على زيادة معدل الالتحاق بالمدارس وتوفير التعليم الجيد للنشء، مما ساعد في رفع المستوى التعليمي العام. إن زيادة نسبة التعليم والاهتمام بتدريب المعلمين لعبت دورًا محوريًا في تحسين جودة التعليم. مع هذا، أصبح لدى الأردنيين فرصة أكبر للحصول على تعليم رفيع المستوى يفتح أمامهم آفاقاً جديدة من الفرص.
أما في مجال الصحة، فقد نشأت مبادرات متعددة تهدف إلى تحسين الخدمات الصحية المتاحة للمواطنين. تم تحديث المستشفيات وتوسيع نطاق الخدمات الصحية، مما أدى إلى تقليل معدل الوفيات وزيادة متوسط العمر المتوقع. كما عملت الحكومة على تعزيز البرنامج الوطني لمكافحة الأمراض، وتقديم خدمات رعاية صحية شاملة في المناطق النائية، مما ساهم في رفع مستوى الوعي الصحي بين المواطنين.
في سياق الاقتصاد، تم اتخاذ إجراءات لجذب الاستثمارات وتحفيز نمو القطاعات المختلفة، مثل السياحة والصناعات المحلية. تيسير شروط الأعمال وتحسين بيئة الاستثمار ساعدا على خلق مزيد من فرص العمل، مما أثر بشكل إيجابي على مستوى المعيشة. لقد شعرت فئات واسعة من الأردنيين بالتغير في حياتهم اليومية، نتيجة للسياسات والمبادرات التي تبناها الملك عبدالله الثاني.
الانفتاح الإعلامي وتأثيره على المجتمع الأردني
خلال حكم الملك عبدالله الثاني، شهدت المملكة الأردنية الهاشمية تحولات ملحوظة في مجال الإعلام، حيث ساهمت السياسات التي اتبعت في تعزيز حرية الصحافة وتنوع المصادر الإخبارية. منذ بداية حكمه، أبدى الملك اهتمامًا كبيرًا بتطوير مشهد الإعلام المحلي، مما أدى إلى خلق بيئة تتسم بالتنافسية والشفافية. تمثل هذه السياسات جزءًا من رؤية الأردن للمستقبل، والتي تعكس الالتزام بتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان.
تجسد الانفتاح الإعلامي في السماح بإنشاء قنوات فضائية وصحف جديدة، وهو ما أتاح للأردنيين الوصول إلى معلومات متنوعة وآراء مختلفة. كما تم تعديل القوانين المتعلقة بالصحافة والنشر لتكون أكثر حرية، مما عزز من دور الإعلام في تشكيل الرأي العام ونشر المعلومات. هذا الافتتاح لم يقتصر فقط على الصحافة التقليدية، بل شمل أيضًا منصات الإعلام الرقمي، التي أصبحت جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية للأردنيين.
استجابةً لهذا الانفتاح، شهد المجتمع الأردني تنوعًا متزايدًا في الأفكار والنقاشات، مما ساهم في تعزيز الهوية الوطنية من خلال الحوار والتفاعل بين مختلف شرائح المجتمع. أصبحت القضايا الاجتماعية والسياسية أكثر ظهورًا في الإعلام، مما أتاح الفرصة للأردنيين للتعبير عن آرائهم والمشاركة في قضايا تهمهم. أدى هذا التفاعل إلى تعزيز الوعي وتعزيز روح الانتماء لدى الشباب الأردني، مما يعكس تأثير الانفتاح الإعلامي على المجتمع برمته.