جاء لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأركان الإدارة الأميركية في إطار جهود جلالته للتعبير عن وجدان وضمير المواطن العربي، والموقف الحازم تجاه رفض تهجير أهالي قطاع غزّة.
كعادته جلالة الملك يحول أنظار العالم تجاه رؤيته من القضيّة الفلسطينيّة، فهو المدافع عنها بشراسة منذ توليه سلطاته الدستوريّة ليؤكد للعالم بأسره مركزيّة القضيّة بالنسبة للأردنيين كافة.
كلما تحيد بوصلة العالم عن هذهِ القضيّة يعود جلالته ليضبطها من جديد؛ ليؤكد للعالم بأسره بأن إحلال السلام العادل في المنطقة وضمان الاستقرار الدائم، لينعم الجميع بأمن واستقرار لا يمكن أنّ يتم إلا بإقامة الدولة الفلسطينيّة عند حدود الرابع من حزيران لعام 1967.
جلالة الملك المنحاز دوماً للشعب الفلسطيني صاحب القضيّة، يعبر عن ثوابت الدولة الأردنيّة الراسخة تجاه هذه القضيّة، ويرفض المساس بحقوق الشعب الفلسطيني.
جلالة الملك كعادته يغير مجريات الأحداث ليوجّه أنظار العالم نحو الحقيقة.
فمنذ إندلاع أحداث السابع من أكتوبر 2023 استطاع جلالته أنّ يلفت العالم بأسره تجاه مجريات الأحداث والاستفزازات الإسرائيليّة التي دفعت بهذه الأحداث، فأخذ قادة وزعماء ورؤساء دول العالم ينظرون إلى ما حدث في قطاع غزّة بعينٍ أخرى بعدما وجّه جلالته أنظار العالم صوبها من زاوية إيضاح الحقيقة، وضرورة إنصاف الشعب الفلسطيني.
جلالة الملك وبفعل دبلوماسيته الحكيمة أدار المشهد بحنكة سياسيّة، وغدت عمّان واجهة لقيادات وزعماء ورؤساء دول العالم، للإطلاع على حقيقة الأحداث.
كما أنّ جلالته استطاع أن يلفت أنظار العالم تجاه ما يحدث في قطاع غزّة من مجازر، ترتكبها آلة الحرب الإسرائيليّة.
وكان جلالته أول من دفع دول العالم للوقوف إلى جانب الفلسطينيين، وحثهم للمشاركة في إنزالات جويّة للمساعدات الإنسانية للقطاع المنكوب، فكانت عمّان محطة لتسيير قوافل المساعدات. كما هي الأولى في إرسال المستشفيات الميدانيّة العسكريّة للقطاع؛ لتقدّم خدماتها الطبية للمصابين والجرحى والمرضى من أهالي قطاع غزّة.
جلالة الملك هو دوما صاحب الرؤية الثاقبة، والخطوات الصلبةِ والمتمسك في مبادئ وقيم الهاشميين، المنحازة للحق.
وقوف جلالته إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة وتوفير حياة كريمة له، وتحقيق آماله وطموحاته، والسلام العادل والدائم، هو نهجه المعهود؛ لأنّه يؤمن بضرورة بذلِ كلّ الجهود الممكنة من قبل المجتمع الدولي بالتواصل مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية لوقف أعمال التصعيد، ومنع اتساعه في المنطقة، والتأكيد على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وعدم استهداف المدنيين، وإقامة الدولة الفلسطينية باعتبارها السبيل الوحيد لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.
ثوابت جلالة الملك واضحة ومنحازة لحقوق الشعب الفلسطيني؛ فهو لا يساوم على حق، ومتمسك في رؤيته المشرّفة تجاه التمسك بضرورة التحرك العربي نحو إعادة إعمار قطاع غزّة المنكوب برؤية عربيّة واضحة، تمكّن أهالي القطاع البقاء في أراضيهم، وحمايتهم من فكرة التهجير التي أطلقتها الإدارة الأمريكية وتبنّاها كيان الاحتلال الإسرائيلي.
جلالة الملك في اللقاء الذي جمعه مع ترامب رفض فكرة التهجير وأكّد بأنّ الردّ ضد هذه الأفكار سيكون عربياً من خلال الاجتماع الخماسي، الذي سيجمع قادة دول عربيّة بما فيه الأردن، والذي ستستضيفه الرياض الخميس المقبل.
جلالة الملك أكد خلال لقاءين منفصلين في الكونجرس الأميركي، أنه “لا يمكن تحقيق الاستقرار بالإقليم دون نيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وقيام دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين”.
وتمسّك بموقف الأردن الرافض لمحاولات ضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزّة.
مواقف مشرّفة ورؤية يحملها جلالته دوماً إلى مختلف المحافل الدوليّة، بفضل رؤيته الثاقبة.