Home مقالات مختارةالوطنيُّون ليسوا سحيجة

الوطنيُّون ليسوا سحيجة

by dina s
63 views
A+A-
Reset

 

كتب: محمد الطّورة
قراءة في الخطاب التحريضيّ 
السَّحيجة مصطلح طفا على السَّطح في بداية ما يعرف بالرَّبيع العربيِّ وأطلق على كلِّ من يدافع عن وطنه وينتمي إليه
إِنّ مَنْ ينحاز إلى وطنهِ يتبارى ممنْ يعتبرون أنفسهم معارضين باتهامهِ بالـ”التسحيج”، حيث أصبحتْ هذه التهمةُ مُعمّمةً وعائمةً يوجّهها أناسٌ يُغمِضون الأعين عن الحقائق والوقائع فيما يجري داخلَ وما جرى ويجري حولَ المملكة الأردنيّة الهاشميّة، ولسنا هُنا في معرض المنازلة مع هؤلاء رغم مقدرتنا على إفحامهم بأنّ الانتماءَ للوطنِ لا يُعدُّ نوبةً عاطفيّةً والولاءَ لقيادتهِ الهاشميّة ليس تسحيجًا أو ممالأةً، وإذا أردنا أن نتحدثَ عن “التسحيج” تعريفًا ومكاشفةً؛ فإنّ “السّحيجة” هم مَنْ يرونَ في الأردن ساحةً لمشاريعهم وأجنداتهم فقط.
يحقُّ لنا كأردنيين أنْ نزهو بما حقّقه الأردنُ من إنجازاتٍ وطنيّةٍ جعلتهُ محطَّ احترامٍ أمميٍّ (إلّا إذا اعتُبرَ العالم سحيجًّا أيضًا)؛ وهذه ليستْ إنجازاتٍ إنشائيّةً؛ بل واقعٌ ماديُّ جسّدتهُ القيادةُ الهاشميّةُ ممثّلةً بحضرةِ صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين يعضدهُ سمو ولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وحينما نقولُ إنجازات فإنّنا نتحدثُ بملء الفم، فكاتبُ هذا المقال عَمِلَ أكثرَ من نصفِ عمره في الهيئات الدبلوماسيّة ( السفارات )-  والمؤسسات الحكوميّة؛ وهي مدّةٌ جديرةٌ بأنْ أجزمَ أنّ الأردنَ وقيادته أضحيا عنوانًا متوهّجًا لا تنطفئ جذوته.
أحيقت بالأردن التهديدات، وأحاطَ به المتربصون، وكانَ لما يعرف بـ”الربيع العربيّ” تأثيرهُ النافذ على الأوضاع السياسيّة والاقتصاديّة والديمغرافيّة، لكنّ جلالة الملك بحصافته وإدراكه الدقيق لطبيعة التحوّلات في منطقة تموجُ بالتطورات المتسارعة نأى بالأردن عن ما أفرزته هذه التحوّلات من تحديّات ذات طابع وجوديّ، وظلّ الأردن مقصدًا وموئلًا لكلِّ النازحين واللاجئين الذين لم يوصد الأردن بابه أمامهم، وكانَ لموقفه القوميّ ذي المعاني السامية تكلفةً باهظةً، إلّا أنّ “الإنسانَ أغلى ما نملك” المبدأ الذي التزمتْ به القيادةُ الهاشميّةُ سيبقى حيًّا وسرمديًّا لا يتغيّر أو يتبدّل بتغيّر الظروف أو تبدُّلها.
وأمامَ ما يُحيق بالأردن من تحديات مصيريّة وحاسمة؛ فإنّنا نعتصمُ بهذا الوطن الذي سننافحُ عنه، وسنصونُ هويّتهُ الأردنيّة من محاولات التحوير، وسنتصدى لمُتعددي الولاءات الذينَ حجبت الغشاوة عن أعينهم بأنّ للأردن جيشًا عربيًأ وطنيًّا ومؤسسات أمنية تشهد لها الميادين بحماية أمنه وأستقرارة ، وبأنّ له قائدًا مِقدامًا لا يُساوِم أو يُغامر بمصالح وطنه، وأخيرًا وليس آخرًا؛ فإنّ “التسحيج” هي مهنةُ المُستَلزمين من ذوي الولاءات الموسميّة الذينَ يجدون ضالتهم المنشودة في بثّ الخلافات والنفخ في رمادِ التناقضات.

You may also like

Leave a Comment

اخر الاخبار

الاكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة العموم نيوز

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00