تجربة الاحتفال بالعيد خارج الوطن وبعيدًا عن الأهل والأحبَّة
ما يفرح القلب أنَّ العادات والتَّقاليد في الأردنِّ ومعظم الدُّول العربيَّة والإسلاميَّة، في المناسبات والأعياد لم تتأثَّر مع المتغيِّرات والإيقاع المتسارع للحياة الَّتي أحدثتها شبكات التَّواصل الاجتماعيِّ والتِّكنولوجيا الحديثة، حيث أنَّ الطَّعم الحقيقيَّ لفرحة العيد تكمن في العادات والتَّقاليد الَّتي مازلنا متمسِّكين بها حتَّى الآن وهذا ما يدعوا إلى ضرورة ربط الأجيال الجديدة بموروثات الأجداد، والمحافظة على هويَّتها من زحمة التَّطبيقات الَّتي تملأ الفضاء الإلكترونيَّ وهو ما يتطلَّب ضرورةً حثَّ الأجيال الجديدة على التَّقرُّب أكثر فأكثر من. كبار السِّنِّ الَّذين لا يبخلون على الشَّباب بتجاربهم وخبراتهم في الحياة، خصوصًا أنَّ مجالسهم تمارس دورًا تعليميًّا للجيل الأحدث من حيث تعلَّم استقبال الضُّيوف والاستماع لأحاديثهم والاستفادة من خبراتهم، إذ لا شك أنَّ الأعياد تعتبر من أهمِّ المناسبات الَّتي تتميَّز بطقوس وطابع خاصّ في الدُّول العربيَّة والإسلاميَّة، فهناك لحظات سعيدة يجب على الجميع أن يغتنموها في أيَّام الأعياد المباركة مثل عيد الأضحى المبارك وعيد الفطر السَّعيد، استنادًا لقول الرَّسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: (للصَّائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربِّه ) ، . في أيَّامنا الحاليَّة هناك تغيُّرات كثيرة باتت تجتاح العادات والطُّقوس الاجتماعيَّة القديمة، لكنَّها لم تنهيها بشكل كامل، حيث لايزال المجتمع العربيُّ والإسلاميُّ متمسِّكًا بعاداته وتقاليده، على الرَّغم من ثورة الهواتف الذَّكيَّة في السَّنوات الأخيرة الَّتي سرقت شيئًا من معاني العيد، وأصبحت تساهم في تعزيز فرديَّة المجتمع، الَّتي لا يجب أن تشكِّل بأيِّ شكل من الأشكال بديلاً عن اللَّحظة الحقيقيَّة والتَّواصل الإنسانيِّ المباشر بشكل عامّ، خاصَّة في الأعياد وباقي المناسبات الهامَّة الَّتي تكون فرصة لتجديد الودِّ بين أفراد المجتمع، نظرًا لتعلِّق النَّاس الكامل بوسائل التَّواصل الاجتماعيِّ الَّذي يبني جسورًا وهميَّةً وافتراضيَّةً بينهم، ويهدم الجسور الحقيقيَّة الَّتي تربط أفراد المجتمع ببعضهم ببعض.