العموم نيوز: وجه الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، جو بايدن، انتقادات حادة للخطط الاقتصادية التي أعلنها الرئيس المنتخب دونالد ترامب، واصفاً إياها بأنها “كارثة” ستؤثر سلباً على الاقتصاد الأميركي والعالمي. وأشاد بايدن في خطاب له بـ”الإرث الاقتصادي” الذي تركته إدارته الديمقراطية، مشيراً إلى تعافٍ اقتصادي قوي بعد جائحة كوفيد-19 واستثمارات كبيرة في التكنولوجيا والصناعات الخضراء.
وقد أبرز بايدن في خطابه مخاطر السياسة التجارية التي يعتزم ترامب تنفيذها، لا سيما فرض رسوم جمركية كبيرة على الواردات من المكسيك وكندا والصين، وهم من أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين. وقال بايدن إن هذه الخطوة “خطأ فادح” سيتحمل المستهلك الأميركي تكاليفه، داعياً الجمهوريين إلى إعادة النظر في التخفيضات الضريبية التي يستفيد منها الأثرياء.
كما هاجم بايدن ما أسماه بـ”مشروع 2025″، وهو خطة اقتصادية ذات توجه محافظ أعدها فريق ترامب. وأوضح بايدن أن تطبيق هذه الخطة قد يكون له تداعيات كارثية على الاقتصاد الأميركي والإقليمي، مضيفاً: “أدعو الله أن يتراجع الرئيس المنتخب عن هذا المشروع”.
ورغم خسارته السباق الانتخابي وعدم ترشحه لولاية جديدة، دافع بايدن عن سجله الاقتصادي، مشيراً إلى التعافي من آثار جائحة كوفيد-19 وإطلاق مشاريع استثمارية ضخمة في مجالات التكنولوجيا والطاقة النظيفة. كما قارن بين ما وصفه بـ”دليل النجاح الاقتصادي” لإدارته، وما اعتبره “وعد ترامب الفاشل” القائم على منح امتيازات ضريبية للأثرياء.
ويستعد ترامب، بعد فوزه في الانتخابات التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني، لتسلم مهامه رسمياً في 20 يناير/كانون الثاني 2025. وفي غضون ذلك، بدأ ترامب ممارسة دور “رئيس الظل”، متحدثاً عن خططه الاقتصادية والسياسية ومجرياً لقاءات مع قادة دوليين.
في ختام خطابه، أكد بايدن أهمية الدور القيادي الأميركي في العالم، منتقداً التوجهات الانعزالية التي أشار إليها ترامب في تصريحاته السابقة. وقال بايدن: “إذا لم نقم نحن بدور القائد العالمي، فمن سيفعل؟ من سيجمع أوروبا؟ من سيحاول تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط؟”.
يثير انتقال السلطة إلى ترامب تساؤلات حول اتجاه الاقتصاد الأميركي، خاصة في ظل نوايا فرض سياسات تجارية ومالية مثيرة للجدل. وبينما يسعى ترامب لتعزيز القاعدة الشعبية التي انتخبته، تتوقع الأوساط الاقتصادية جدلاً واسعاً حول تداعيات هذه السياسات على الاقتصاد الأميركي والعالمي.

