فارق لاعب الكاراتيه المصري الشاب يوسف أحمد الحياة، الجمعة، بعد أن قضى نحو 41 يومًا في غيبوبة تامة داخل أحد مستشفيات الإسكندرية، إثر إصابة خطيرة تعرض لها أثناء مشاركته في بطولة الجمهورية تحت سن 17 عاما.
وأصيب يوسف خلال إحدى نزالات البطولة بضربة مباشرة أسفل القفص الصدري، قرب منطقة القلب، ليسقط على أرض الحلبة ويفقد الوعي على الفور.
وعلى الرغم من الجهود الطبية المبذولة لإنعاشه، تدهورت حالته سريعًا بسبب توقف عضلة القلب المؤقت وانخفاض تدفق الأوكسجين إلى الدماغ، ما أدى إلى تلف شديد بخلايا المخ.
وطوال 41 يومًا، ظل يوسف أحمد في وحدة العناية المركزة، يصارع مضاعفات متتالية، بينها التهابات رئوية حادة وتأثيرات على الكلى والجهاز العصبي.
وخضع خلال تلك الفترة لعلاجات دقيقة تحت إشراف فرق طبية مختصة في مجمع سموحة الطبي التابع لجامعة الإسكندرية، وبإشراف مباشر من اللجنة الطبية العليا بوزارة الشباب والرياضة.
والده، الذي لم يفارق سريره يومًا واحدًا، قال في تصريحات صحفية: “ابني تلقى ضربة في صدره، وتوقف قلبه بشكل مفاجئ. حاولوا إنعاشه أكثر من مرة، سبع مرات متتالية، لكن الأكسجين لم يصل إلى المخ كما ينبغي… ومنذ تلك اللحظة، لم يصحُ”.
يوسف لم يكن لاعبًا عاديًا، بل كان ضمن أبرز المواهب الصاعدة في لعبة الكاراتيه، بحسب ما جاء في بيان رسمي صادر عن الاتحاد المصري للكاراتيه، الذي نعى اللاعب ووصفه بأنه كان “نموذجًا للروح الرياضية والانضباط”. وأضاف البيان أن مجلس الإدارة يتقدم بخالص العزاء إلى أسرته، مؤكدًا التزام الاتحاد بتقديم الدعم الكامل لعائلته تخليدًا لذكراه.
وزارة الشباب والرياضة المصرية أصدرت بدورها بيانًا نعت فيه يوسف، و أشادت بتفاني مؤسسات الدولة في توفير الرعاية الصحية والاجتماعية له منذ اللحظة الأولى لسقوطه في أرضية المباراة.
وأكدت الوزارة أن جهودًا مشتركة من وزارة التعليم العالي وجامعة الإسكندرية ووزارة البترول وشركة بتروجت كانت حاضرة لتقديم الدعم الكامل، بما في ذلك التكفل بالإقامة والمصاريف، ومنح والد يوسف، الموظف في شركة بتروجت، إجازة مفتوحة مدفوعة الأجر.
بحسب الأسرة، فإن جثمان يوسف نُقل من الإسكندرية إلى محافظة السويس، حيث جرى تشييعه إلى مثواه الأخير بعد صلاة العصر في مقابر العائلة.
لم يكن غياب يوسف المفاجئ حدثًا عابرًا في أوساط رياضة الكاراتيه فحسب، بل أثار كذلك تساؤلات حول معايير الأمان والحماية للاعبين الناشئين في البطولات المحلية، لا سيما في رياضات الاتصال الجسدي المباشر.
فالواقعة فتحت باب النقاش من جديد حول كيفية التعامل الفوري مع الإصابات، وجهوزية الطواقم الطبية، وضرورة تعزيز الثقافة الوقائية لدى الأندية واللاعبين على حد سواء.
