لندن: محمد الطّورة
تطور الأمارات العربية المتحدة في كافة المجالات وعلاقاتها المميزة بدول العالم ومع الأردن على وجه الخصوص


تُعد العلاقات بين الأردن والإمارات العربية المتحدة عنوانًا يُفخر به كل مواطن أردني. فمنذ سنوات طويلة، تعززت هذه العلاقات تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مما جعلها نموذجًا للتعاون العربي المستدام.
يعود تاريخ العلاقات الأردنية الإماراتية إلى فترات سابقة، حيث يسعى الطرفان دائمًا إلى تعزيز التعاون في كل المجالات. من الاقتصاد إلى الثقافة، تبرز الأهداف المشتركة بين الدولتين وتعكس روح الأخوّة. إن هذه الأواصر لا تعكس فقط المصالح السياسية، بل تسمو لتشمل مجالات التنمية والمشاركة الفعالة في المشاريع الإقليمية.
مع التحديات الراهنة التي تواجه المنطقة، يرتكز المستقبل على العمل المشترك والابتكار في تعزيز التعاون. يستلزم ذلك توفير المنصات المناسبة لتبادل الخبرات وتعزيز العلاقات الاقتصادية. إن دولة الإمارات تعتبر شريكًا استراتيجيًا للأردن في العديد من المجالات، مما يمهد الطريق لعلاقات أقوى وأعمق. فبفضل رؤية قيادتي الدولتين، والزيارات المتواصلة والتنسيق المستمر على كافة المستويات ستظل العلاقات الأردنية الإماراتية نموذجا يُحتذى به في العمق والاحترام المتبادل.
من دواعي السرور أنني كنت شاهداً على تطور دولة الإمارات العربية المتحدة منذ لحظة وصولي لإرضها الطيبة قادماً من الأردن عام 1978. كانت تلك الفترة مليئة بالتحديات، لكنني شعرت بوضوح برغبة الدولة وقادتها في النهوض والتطور
بعد وصولي، التحقت بالعمل في الدائرة الخاصة للمغفور له بإذن الله سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. كانت هذه فرصة عظيمة لي، حيث شاهدت إصرار القيادة الحكيمة للشيخ زايد على تطوير الدولة وكيف يمكن للإرادة والتخطيط السليم أن يحولا الحلم إلى واقع. لقد كان رمزاً للرؤية والمثابرة.
خلال السنوات التي تلت ذلك، شهدت كيف أن دولة الإمارات تطورت من دولة حديثة العهد إلى واحدة من الدول الرائدة في مجالات عديدة. لم تقتصر الإنجازات على البنية التحتية فقط، بل امتدت لتشمل التعليم والسلامة والصحة والاقتصاد، إذ أصبحت الدولة شاهداً على النجاح والتميز على مستوى العالم.
لا تتوقف قصة تطور دولة الإمارات عند الماضي، بل هي مستمرة في السعي نحو مستقبل مشرق. اليوم، تُعد الإمارات بلداً متقدمأ ، ويتمتع بسمعة كبيرة في كافة المجالات على مستوى دول العالم.
بدأت رحلة النمو السريع في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها في عام 1971. ففي ذلك التاريخ، اجتمع الشيوخ المؤسسون، بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لتوحيد الإمارات السبع تحت راية واحدة. كانت تلك الخطوة بمثابة بداية لعصر جديد من التنمية والتحول، حيث تم وضع أسس حديثة لدولة تسعى إلى الازدهار والنمو المستدام.
اعتمدت الإمارات في بداية مسيرتها التنموية على تنويع الاقتصاد، بدلاً من الاعتماد الكلي على الصيد والغوص. تمثل ذلك في استثمار عائدات النفط التي أصبحت المصدر الأساسي للدخل. ومع وجود رؤية استراتيجية واضحة، قامت الحكومة بتوجيه هذه العائدات نحو تطوير البنية التحتية، التعليم، والرعاية الصحية. نتج عن ذلك نهضة شاملة أسست لدولة حديثة تتمتع بمرافق عالمية المستوى.
خلال العقود التي تلت تأسيس الدولة، كانت هناك العديد من المعالم الرئيسية التي ساهمت في تحقيق هذا التطور السريع. فعلى سبيل المثال، تم إنشاء العديد من المؤسسات التعليمية المرموقة، ومشاريع البنية التحتية مثل الطرق السريعة والمطارات. كما أُطلقت العديد من المبادرات للحفاظ على التراث الثقافي والدفع نحو الابتكار والتكنولوجيا الحديثة، مما ساعد في وضع دولة الإمارات في مصاف الدول المتقدمة عالميًا.
إن التطور السريع الذي شهدته الإمارات العربية المتحدة هو نتاج للتعاون بين القيادة الحكيمة والشعب. والالتزام الدائم بتحقيق التنمية المستدامة قد ساهم في وضع الإمارات كمعجزة القرن في النمو والتطور. وبالتالي، تكمن أهمية دراسة هذا التاريخ السريع لفهم كيف ارتفعت الإمارات من مجتمع تقليدي إلى واحدة من أكثر الدول تقدمًا في العالم.
تعتبر القيادة الإماراتية تجسيدًا حقيقيًا للحكمة والرؤية الثاقبة، حيث استطاعت أن تضع أسسًا متينة لبناء دولة حديثة تتنافس بشجاعة على الساحة الدولية. تشكل هذه القيادة مصدر إلهام لدول أخرى، حيث تجلّت رؤيتها في مشاريع متعددة تعزز من مجالات التطوير المستدام والتعليم والابتكار التكنولوجي.
تسعى القيادة الإماراتية إلى تطوير استراتيجيات مستدامة تهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء. فقد أظهرت الدولة اهتمامًا بالغًا بنمو الاقتصاد الأخضر، مما يبرز التزامها بحماية البيئة وتوفير فرص مستدامة للأجيال القادمة. بالإضافة إلى ذلك، تستثمر الإمارات بشكل كبير في القطاعات التعليمية، مؤمنةً بأن التعليم هو الدافع الرئيسي للتقدم. برامج التعليم المتنوعة التي تم تبنيها تتيح فرصًا متساوية لجميع المواطنين، حيث تعتبر هذه الخطوة حجر الزاوية لبناء مجتمع متماسك ونابض بالحياة.
يُعتبر الابتكار التكنولوجي ركيزة أساسية في رؤية القيادة الإماراتية، فقد تم تبني استراتيجيات شاملة تهدف إلى تعميم استخدام التكنولوجيا المتطورة في مفاصل الحياة اليومية. من خلال تعزيز البحث والتطوير، وضعت الإمارات نفسها في طليعة الدول التي تسعى لتبني حلول مبتكرة، خصوصًا في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة. يمثل هذا التوجه نموذجًا يحتذى به في كيفية تحقيق نقلة نوعية في البنى التحتية والخدمات العامة، متماشيًا مع التغيرات السريعة التي يشهدها العالم.
بفضل هذا النهج الاستباقي، يمكن القول إن الحكمة والرؤية الثاقبة للقيادة الإماراتية لم تُساهم فقط في تحقيق النجاح على المستوى المحلي، بل وضعت الدولة أيضًا كرقم صعب في معادلات الساحة الدولية، مما يعكس قوة تأثيرها وفعاليتها في الدفع نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
الاستثمار في الإنسان: المواطن الإماراتي في قلب الرؤية
تمثل دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجًا رائدًا في كيفية استثمار الدول في مواطنيها، حيث وضعت حكومتها بقيادة رئيس الدولة سمو الشيخ محمد بن زايد وأخوانه الحكام المواطن الإماراتي في قلب رؤيتها التنموية. تعتبر هذه الرؤية نتاج استراتيجية شاملة تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة من خلال التعليم والرعاية الصحية وتوفير فرص العمل. وقد تحققت إنجازات ملحوظة على مر السنوات بفضل البرامج والمبادرات التي تركز على تطوير المهارات والتعليم وزيادة جودة الحياة.
علاوة على ذلك، تسعى الإمارات إلى توفير رعاية صحية عالية الجودة لمواطنيها؛ حيث طورت نظامًا صحيًا شاملاً يسهم في تحسين نوعية الحياة. يتم الاستثمار في المنشآت الصحية والتنمية البشرية لضمان توفير الرعاية الصحية النفسية والجسدية. تشجع الحكومة مشاريع الصحة العامة والتي تهدف إلى رفع الوعي الصحي لدى المواطنين، وهذا يعكس النمو المستدام الذي تركز عليه الدولة.
وفيما يخص سوق العمل، تعمل الإمارات على إنشاء بيئة تتسم بالشفافية وتوافر الفرص. وقد تم تقديم دعم خاص لتمكين الأشخاص من ذوي المهارات العالية بالحصول على ( الإقامة الذهبية )، مما يساهم في تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية. تعتبر هذه المبادرات انعكاسًا لرؤية الإمارات نحو مجتمع مزدهر، حيث يمكن لكل فرد أن يلعب دورًا فاعلًا ومؤثرًا في تنمية وطنه.
الانفتاح على العالم: نموذج للتعاون الدولي
تُعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة مثالًا بارزًا على الانفتاح على العالم والتعاون الدولي. حافظت الدولة على دورها كحلقة وصل بين الثقافات المختلفة من خلال تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع دول متعددة. يعكس هذا الانفتاح التزام الإمارات بتعزيز الاستثمارات المتبادلة وتقوية الروابط الاقتصادية بين الدول، وهو ما يظهر جليًا في استثماراتها الناجحة في مشاريع دولية عبر مختلف القطاعات.
تستثمر الإمارات جزءًا من عائداتها النفطية والتجارية في مشروعات عالمية، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانتها كوجهة استثمارية للعديد من الشركات العالمية. من خلال فتح أبوابها للابتكارات والتكنولوجيا الحديثة، أصبحت الإمارات مركزًا رئيسيًا يعزز التعاون في مختلف المجالات، مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الرقمية.
إلى جانب الاستثمار، تستضيف الإمارات الفعاليات العالمية والمعارض الدولية، ما يُعتبر فرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية. يُمكن رؤية تأثير هذا الانفتاح خلال المعارض المختلفة، مثل معرض إكسبو 2020، الذي جمع دولًا من كل أنحاء العالم لتبادل الأفكار وعرض الابتكارات. كما أن تنظيم قمة المناخ وغيرها من المؤتمرات الدولية يُبين التزام الإمارات بالقضايا العالمية، وحرصها على المساهمة في حل التحديات المشتركة.
من خلال هذه المبادرات، تؤكد الإمارات على قدرتها في تعزيز التواصل بين الثقافات، وتقديم نموذج مثالي لجذب التعاون الدولي. يساهم هذا الانفتاح في دعم مختلف القطاعات ويُعزز من مكانة البلاد على الساحة العالمية، مما يعكس رؤية القيادة الإماراتية في بناء عالم أفضل من خلال الشراكات المثمرة. في الختام، يمثل تبني الإمارات لهذا النهج عنوانًا للتعاون الفعال والفهم المتبادل بين الشعوب المختلفة.

