العموم نيوز: رفضت تايبيه الأربعاء طلب واشنطن أن يتمّ في الولايات المتّحدة تصنيع 50% من أشباه الموصلات المنتجة في تايوان، في خطوة تريد من خلالها إدارة الرئيس دونالد ترامب تقليل اعتمادها على الجزيرة في هذا القطاع الاستراتيجي.
وقالت نائبة رئيسة وزراء تايوان تشينغ لي-تشيون “أريد أن أوضح أنّ هذه الفكرة تأتي من الولايات المتّحدة. فريقنا التفاوضي لم يلتزم قط تقاسم إنتاج أشباه الموصلات بنسبة 50-50”.
وأضافت أنّ تايوان “لن تقبل بمثل هكذا شرط”، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس.
وأتى تصريح كبيرة المفاوضين التايوانيين بشأن التعرفات الجمركية ردّا على إعلان وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك أنّه اقترح على تايوان تقاسم إنتاج الرقائق بنسبة 50-50.
وتضغط إدارة ترامب على تايوان لتحويل استثماراتها وإنتاج الرقائق الإلكترونية إلى الولايات المتحدة، بحيث يُصنّع نصف الرقائق الإلكترونية الأميركية محليًا.
يُقال إن تايوان تُنتج أكثر من 90% من أشباه الموصلات المتقدمة في العالم، وهو أمرٌ يُثير قلق واشنطن، نظرًا لبعدها الجغرافي عن الولايات المتحدة وقربها من الصين، وفقًا لما صرّح به لوتنيك لشبكة “نيوز نيشن” في مقابلة نُشرت نهاية الأسبوع.
وقال لوتنيك: “هدفي، وهدف هذه الإدارة، هو نقل صناعة الرقائق إلى الداخل بشكل كبير – فنحن بحاجة إلى تصنيع رقائقنا بأنفسنا”.
يهدف لوتنيك إلى الوصول إلى حوالي 40% من إنتاج أشباه الموصلات المحلي بنهاية ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحالية، وهو ما سيتطلب استثمارات محلية تتجاوز 500 مليار دولار، على حد قوله.
ويعود الفضل في هيمنة تايوان على إنتاج الرقائق إلى شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات، أكبر شركة تصنيع رقائق تعاقدية وأكثرها تطورًا في العالم، والتي تتولى إنتاج شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة مثل “إنفيديا” و”أبل”.
يُعتقد أن مكانة تايوان المحورية في إنتاج الرقائق العالمية قد ضمنت دفاعها ضد أي عمل عسكري مباشر من الصين، والذي يُشار إليه غالبًا بنظرية “درع السيليكون”.
مع ذلك، في مقابلته مع “نيوز نيشن”، قلل لوتنيك من أهمية “درع السيليكون”، وجادل بأن تايوان ستكون أكثر أمانًا مع إنتاج رقائق أكثر توازناً بين الولايات المتحدة وتايوان.
قال لوتنيك: “كانت حجتي لهم: حسنًا، إذا كان لديكم 95% من إنتاج الرقائق، فكيف سأتمكن من حمايتكم؟ هل ستنقلونها على متن طائرة؟ أم ستنقلونها على متن قارب؟”
بموجب خطة 50-50، ستظل أميركا “معتمدة بشكل أساسي” على تايوان، لكنها ستمتلك القدرة على “فعل ما يلزم، إذا لزم الأمر”، كما أضاف.
المزيد مقابل الدفاع
في العام الماضي، صرّح ترامب، المرشح الرئاسي آنذاك، في مقابلة بأن على تايوان أن تدفع للولايات المتحدة مقابل الدفاع، واتهمها بـ”سرقة” تجارة الرقائق الأميركية.
كانت الولايات المتحدة رائدةً في سوق أشباه الموصلات العالمي، لكنها فقدت حصتها السوقية بسبب تحولات الصناعة وظهور عمالقة آسيويين مثل “TSMC” و”سامسونغ”.
تبني “TSMC” منشآت تصنيع في الولايات المتحدة منذ عام 2020، وتواصل زيادة استثماراتها في البلاد.
وأعلنت عن نيتها استثمار 100 مليار دولار إضافية في مارس، ليصل إجمالي استثماراتها المخطط لها إلى 165 مليار دولار.
اقترحت إدارة ترامب مؤخرًا فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على أشباه الموصلات، لكنها أعلنت إعفاء الشركات التي تستثمر في الولايات المتحدة من الرسوم.
ولا تزال الولايات المتحدة وتايوان في مفاوضات تجارية من المرجح أن تؤثر على معدلات الرسوم الجمركية المفروضة على الشركات التايوانية.