لندن- كتب محمد الطورة
عيد الجيش العربي الأردني مناسبة وطنية بكل فخر وأعتزاز
تأسس الجيش العربي الأردني كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المملكة الأردنية الهاشمية، حيث يمثل رمزاً للفخر الوطني والتضحية. منذ نشأته لعب الجيش دورًا محوريًا في الحفاظ على السيادة وحماية الوطن من التحديات المختلفة. مع مرور الوقت، تطورت مهام الجيش لتشمل حماية الحدود والأمن الداخلي، إضافةً إلى المشاركة الفعالة في المحافل الدولية.
تستند قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى رؤية واضحة، حيث يعتبر الجيش أحد الدعائم المحورية للتنمية والاستقرار. فقد أكد جلالته في أكثر من مناسبة على أهمية الاستثمار في قدرات الجيش . هذه الرؤية تدعم تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، مما يعكس التزام الأردن بدعم الأمن العالمي ومواجهة التحديات المشتركة.
المبادئ التي يقوم عليها الجيش العربي الأردني تشمل الاستعداد العالي للتضحية والتفاني في مهمة حماية الوطن. يدرك الجنود الأردنيون أهمية دورهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة، ويعكس ذلك التزامهم بالمشاركة في عمليات السلام الدولية. كما أن الجيش يلتزم بقيم الإنسانية والعدالة، مما يجعله نموذجاً يُحتذى به في التعامل مع الأزمات الإنسانية سواء داخل الأردن أو في الدول الشقيقة والصديقة.
من خلال ما يمتلكه من قدرات وكفاءات، يظل الجيش العربي الأردني القوة الضاربة التي تسهم في بناء مجتمع آمن وتحقيق مستقبل أفضل للمنطقة. إن الاهتمام المتواصل بتعزيز قدرات الجيش وتطوير مهارات الأفراد يعكس رغبة المملكة في الريادة على المستوى الإقليمي والدولي، مما يسهم في تحقيق السلام والاستقرار. عمل الجيش كجزء من المجتمع الدولي يبرز المكانة الرفيعة للأردن في الساحة الدولية ويعزز جهود التعاون في مواجهة التهديدات المشتركة.
المهام الإنسانية للجيش الأردني في الكونغو
يعتبر الجيش العربي الأردني من أبرز القوات المشاركة في بعثات حفظ السلام الدولية، وتحديداً في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث قام بتقديم العديد من التضحيات في سبيل حماية المدنيين وتعزيز الاستقرار في المنطقة. منذ أن انطلقت بعثات السلام في الكونغو، كان للجنود الأردنيين دور محوري في تقديم المساعدات الإنسانية لملايين الناس الذين تأثروا من النزاعات المسلحة. وفي هذا السياق، شاركت القوات الأردنية بفعالية في برامج الإسعاف والإغاثة، وقدمت الرعاية الصحية والخدمات الأساسية للمتضررين.
تعددت المهام الإنسانية التي نفذها الجيش الأردني في الكونغو، من بينها توفير المأوى والمياه النقية إلى السكان المحليين الذين عانوا من انعدام الأمن الغذائي والمائي. إذ قامت وحدات الجيش بنشر فرق طبية ميدانية لعلاج المرضى والمصابين، بالإضافة إلى إجراء حملات تطعيم ضد الأمراض المعدية. وقد أسهمت هذه الجهود في تعزيز صحة المجتمعات وزيادة الوعي الصحي بين السكان.
تشير الإحصائيات إلى أن عدد الحالات العلاجية التي عالجها الجنود الأردنيون في بعثات الكونغو تجاوزت الآلاف، مما يدل على جدية التزامهم بالمهمة الإنسانية. بالإضافة إلى ذلك، تم تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لتحسين المهارات الحياتية لدى السكان المحليين، مما ساعدهم في تعزيز قدرتهم على مواجهة التحديات يوميًا.
علاوة على ذلك، لقد كان لتضحيات الجيش الأردني في الكونغو آثار إيجابية على العلاقات بين المملكة الأردنية الهاشمية والشعب الكونغولي. إذ أضحت هذه العمليات سبباً لزيادة الثقة في القوات الأردنية وأدت إلى تطوير علاقات دبلوماسية أوثق بين البلدين. إن الجهود الإنسانية التي قام بها الجيش العربي الأردني في الكونغو تعكس التزام المملكة العميق بتحقيق السلام والاستقرار الإقليميين، وبناء مستقبل أفضل للمجتمعات المتضررة.
دور الجيش الأردني في هايتي بعد الزلزال
بعد الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي في يناير 2010، قام الجيش العربي الأردني بدورٍ فعّال في جهود الإغاثة وتقديم المساعدات الإنسانية. كان تدخل الجيش الأردني مُبادرًا، حيث أُرسل إلى هايتي كجزء من بعثة دولية تهدف إلى دعم السكان المتضررين واستعادة الاستقرار في البلاد. يتجسد هذا الدور في تقديم المساعدات الطبية والتجهيزات الأساسية الضرورية للنجاة، والتي كانت مطلوبة في تلك الأوقات الحرجة.
تكونت البعثة الأردنية من فرق طبية متخصصة، حيث تمركزت في المناطق الأكثر تضررًا. هذه الفرق قامت بتقديم الإغاثة من خلال إجراء العمليات الجراحية العاجلة وعلاج الإصابات، بالإضافة إلى توفير الأدوية والمواد الطبية الأساسية. ساهمت تلك الجهود في تحسين الحالة الصحية للمصابين، ولعبت دورًا حاسمًا في الحد من انتشار الأمراض التي كانت تتسبب فيها الظروف البيئية الصعبة بعد الكارثة.
علاوةً على ذلك، قامت البعثة الأردنية بتقديم الدعم اللوجستي للمؤسسات الإنسانية المحلية والدولية التي كانت تعمل في المنطقة. هذا التعاون ساعد على تسريع استجابة المجتمع الدولي في مواجهة الأزمات، مما جعل المساعدات تصل إلى المحتاجين بشكل أسرع وأقل تعقيدًا. لقد تركت هذه المساعدات أثرًا واضحًا في حياة العديد من الأشخاص في هايتي، وأسهمت في وضع أسس لإعادة الإعمار وتحسين الظروف المعيشية. ومما لا شك فيه أن هذه التجربة عززت من مكانة الجيش الأردني كجهة إنسانية ذات باع طويل في تحمل المسؤوليات المتعلقة بالاستجابة للكوارث في مختلف أنحاء العالم.
التضحيات في فلسطين وغزة: مستشفيات ميدانية
لقد كان للجيش العربي الأردني دور بارز في تقديم المساعدة الإنسانية والنشاطات الصحية في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة. خلال النزاعات المتكررة، كان هناك حاجة ملحة لإنشاء مستشفيات ميدانية لتلبية احتياجات المتضررين من الصراع. تركزت جهود الجيش في توفير الرعاية الصحية الفورية للمصابين، مما يعكس التزام المملكة الأردنية الهاشمية بقضايا الإنسانية.
تعتبر المستشفيات الميدانية أداة حيوية في الأوقات الحرجة، حيث يتعين على الأفراد المصابين تلقي العلاج الفوري لتفادي تفاقم حالاتهم الصحية. غالبًا ما واجه الجيش الأردني تحديات صعبة أثناء إنشاء وتشغيل هذه المنشآت الطبية، منها البنية التحتية المدمرة والنقص في الموارد. ومع ذلك، فإن إصرار الجيش على توفير الرعاية الصحية الأساسية يعكس سيرتهم النبيلة في ظل الظروف الصعبة.
على الرغم من التحديات المتمثلة في الوضع الأمني المتقلب، نجح الجيش في توفير فرق طبية متكاملة تضم أطباء وممرضين مختصين، مما ساهم في تحسين حالة العديد من المصابين. كانت المستشفيات الميدانية مكانًا للرعاية الطبية المتطورة، حيث تم استخدام معدات حديثة تيسير عمليات التشخيص والعلاج.
علاوة على ذلك، لقد أسهمت هذه المبادرات الإنسانية في تعزيز التعاون بين المملكة الأردنية الهاشمية والمجتمع الدولي، حيث أظهرت جهود الجيش العربي الأردني مدى الالتزام بالقضايا الإنسانية. تمثل تلك الخطوات جزءًا من فلسفة المملكة الهاشمية في دعم الشعوب المتضررة وإغاثتهم في أوقات الأزمات، مما يرسخ من مكانتها كداعم رئيسي للسلام والاستقرار في المنطقة