العموم نيوز- المحرّر السياسيّ
لم يكد غبار المعارك في الجنوب اللبنانيّ ينقشع بعد إعلان اتفاق التهدئة بين لبنان وإسرائيل؛ حتّى دوّى أزيز الرصاص والقذائف والنيران في الشمال السوريّ إثر إعلان الجماعات المسلحة المناوئة للنظام السوريّ شنّ هجوم على مواقع للجيش السوريّ في مدينة حلب وريفها، مستخدمةً – في تطوّر نوعيّ- الطائرات المسيّرة وشتّى أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة؛ ما أدّى إلى مصرع المئات من الطرفين -حتّى هذه اللحظة-.
مراقبون أبدوا تساؤلات حول توقيت الهجوم المُباغت، خصوصًا، أنّ الهجوم جاء عقب الإعلان عن إبرام اتفاق التهدئة بين لبنان وإسرائيل بعد عدوان إسرائيليّ استمرّ ما يزيد على العام، معتبرينَ الهجوم مرتبطًا بالصراعات التي تدور رحاها في المنطقة، خصوصًا بعد التهديدات المُبطنة التي وجهها رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو للنظام السوريّ.
لكنّ مراقبين آخرين ألمحوا إلى أنّ الهجوم قد يكون تعبيرًا عن سخط تركيّ من رفض النظام السوريّ التعاطي مع المبادرات التركيّة الرامية إلى تطويق التمدّد الكرديّ في الشمال السوريّ؛ للحيلولة دون إقامة كيان كرديّ يشكّل تهديدًا للمجال الجيو-سياسيّ التركيّ.
وكانت القيادة العامة للجيش السوري قد أصدرت بيانًا قالت فيه:”تُواصل قواتنا المسلحة العاملة على جبهات ريفي حلب وإدلب التصدي للهجوم الكبير الذي تشنه التنظيمات الإرهابية المسلحة المنضوية تحت ما يسمى “جبهة النصرة الإرهابية”، والتي تستخدم في هجومها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إضافة إلى الطيران المسير، ومعتمدة على مجموعات كبيرة من المسلحين الإرهابيين الأجانب”.
وحول التطورات الميدانيّة؛ كشف مصدر تابع لما يعرب “بإدارة العمليات العسكريّة” التابعة للجماعات المعارضة للنظام السوريّ أنّ قوّاتهم تواصل تقدمها على مختلف الجبهات الجنوبيّة والغربيّة والشماليّة ودخلت حي الراشدين ومركز البحوث العلمية عند مدخل مدينة حلب الغربيّ والجنوبيّ”. وكشف أنه في “الساعات المقبلة سوف تكون المعارك داخل حلب عنيفة بعد وصول تعزيزات عسكريّة من كلا الطرفين وحشد القوات الحكومية تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى ريف حلب عن طريق خناصر بريف حلب الجنوبي الشرقي وسط انهيار كامل للقوات الحكومية واغتنام عشرات الدبابات والعربات العسكريّة ومقتل وأسر العشرات من القوات الحكوميّة”.
أمّا فيما يخص الموقف الروسيّ من التطورات في الشّمال السوريّ؛ فقد قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إن بلاده تريد أن “تستعيد السلطات السورية فرض النظام بصورة عاجلة في منطقة” محيط حلب في شمال سوريا، وأضاف أن روسيا تعدّ الهجوم الذي تشنّه المعارضة السورية لليوم الثالث على التوالي، “اعتداء على سيادة سوريا”.
وأُعلن، أمس الخميس، بأن الرئيس السوري بشار الأسد قد توجّه إلى العاصمة الروسيّة موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسط التقديرات أن يكون ملف التصعيد المُفاجئ في ريفيّ حلب وإدلب من ضمن ملفات الزيارة المُفاجئة، لكنّ المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال إن ليس لديه ما يقوله بشأن وجود الرئيس السوري بشار الأسد في موسكو، جاء ذلك في معرض إجابته على تساؤلات الصحافيين.
أمّا وزير الخارجية الإيرانيّ عباس عراقجي فقد ندّد ،اليوم الجمعة، بهجمات للمعارضة السورية ووصفها بأنّها “خطة أمريكيّة صهيونيّة بعد هزيمة النظام الصهيونيّ في لبنان وفلسطين” -حسب قوله-.
وأضافت وسائل إعلام إيرانيّة أن عراقجي أكّد في مكالمة هاتفية مع نظيره السوريّ دعم طهران للحكومة السوريّة.