0
العموم نيوز: في بادرة تحمل قيم الوفاء لرموز ومعالم وسط البلد عمان، عادت عربة الفستق التراثية التي كان يديرها الراحل ابوأحمد النيجيري على مداخل سوق الذهب بشارع فيصل، عادت مجددا مملوءة بالفستق السوداني اللذيذ في ساحة مسرح أسامة المشيني في جبل اللويبدة، ضمن معرض متحف آرمات عمان الذي تنظمه «حكمت للثقافة» تحت عنوان: «العودة الى الأمام.. ذاكرة مدينة وتكريم» على مسرح اسامة المشيني، الذي سيستمر حتى نهاية الشهر الجاري.
البادرة تحمل إمضاء مؤسس متحف آرمات عمان الفنان غازي خطاب، والذي قام بعمل مجسم للعربة ولأبوأحمد النيجري ونصبهما على مدخل المعرض، حيث إستعاد المئات من زوار المعرض ذاكرتهم مع البائع الأشهر في وسط المدينة، والذي كان من معالم عمان القديمة، كما أن المعرض يضم الآرمات القديمة للمحلات والمصانع والأطباء والمهندسين وغيرها من مؤسسات العمل التي اتخذت من العاصمة الأردنية مقراً له في حقب زمنية مختلفة من ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي حتى نهاية القرن الماضي والدخول «مجانا» للمعرض في جبل اللويبدة وللمتحف في شارع الملك حسين وسط البلد.
وكان الموت قد غيب بائع الفستق الشهير المواطن الاردني الجنسية النيجيري الاصل عمر محمد حمزة النيروبي الملقب بـ»ابي احمد» عن عمر يناهز الثمانين عاما، في مطلع عام 2010 اثر تعرضه للدهس اثناء مغادرته عمله في وسط البلد ذاهبا لمنزله واطفاله قبل ان تداهمه احى السيارات في شارع فيصل وتدهسه ليفارق الحياة على اثرها.
ويذكر ان عمر محمد حمزة النيروبي الملقب بـ «ابي احمد» وهو مواطن اردني من اصل نيجيري كان قد وصل الى عمان وعمره 19 عاما وعمره الان يناهز الثمانين عاما حيث كانت قد تقطعت به السبل قبل ما يقارب الستين عاما عندما رافق خالته وعمره انذاك سبعة عشر عاما لاداء فريضة الحج في بيت الله الحرام ، فبعد ان وصل وخالته الى السودان المّ بها مرض توفيت على اثره ودفنت هناك ، لكنه واصل رحلته بغية الوصول الى مكة المكرمة ، فتوجه الى مصر ومكث فيها اياما ، بعدها توجه الى فلسطين ومكث بها ما يقارب السنة الى ان حدثت نكبة 1948 حينها رافق المهاجرين من فلسطين الى الاردن» وفي ذلك العام جاء إلى الأردن بأصابع محروقة من عمل لم يتقنه في مزرعة بفلسطين ، ليستقر به المطاف في عمان التي كانت انذاك مدينة صغيرة. عمل «النيروبي» في البداية حارسا لموقف سيارات لمدة عام ولم يجد نفسه في هذا العمل، ونصحه بعض الاصدقاء ببيع الفستق ، فذهب الى محددة لتفصيل عربة تحمل «محمصة» الفستق الصغيرة، نصبها على ناصية دخلة سوق الذهب في شارع الملك فيصل ، بتكلفه مالية بلغت حينها عشرة دنانير وما تزال منذ ذلك الوقت يعمل بها في مهنة بيع الفستق.