العموم نيوز: تتواصل عمليات البحث في سوريا يوم الاثنين عن المعتقلين في الزنزانات السرية بسجن صيدنايا، الذي يُعتبر أحد أكبر السجون سيئة السمعة في البلاد، حيث تشير تقارير المنظمات الحقوقية إلى تعرض المساجين فيه للتعذيب. يأتي ذلك في ظل احتفالات تشهدها العاصمة دمشق بانتهاء حكم بشار الأسد، بعد هجوم خاطف نفذته فصائل المعارضة المسلحة.
وفي تحول تاريخي أنهى أكثر من نصف قرن من حكم عائلة الأسد، قامت فرق الخوذ البيضاء بإرسال فرق طوارئ إلى سجن صيدنايا، الذي يقع على بعد 30 كيلومتراً من دمشق، للبحث عن أقبية سرية يُعتقد أنها تحوي معتقلين منذ عقود. وأظهرت لقطات مصورة عمليات خرق الخرسانة للوصول إلى مناطق تُعرف باسم “السجن الأحمر”، حيث تم إطلاق سراح مئات المعتقلين بعد فتح الطوابق السفلية.
وفقًا لتقارير، فإن الفصائل المسلحة تمكنت من تحرير معتقلين محتجزين منذ أكثر من 40 عامًا، مع استمرار محاولات فتح الأبواب المقفلة إلكترونيًا وسط حالة من الترقب والقلق لدى عائلات المعتقلين. رافقت كاميرات قنوات إخبارية مثل “العربية” و”الحدث” عمليات البحث، التي تضمنت استخدام معدات حفر ثقيلة للوصول إلى السجناء.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن نحو 20 ألف معتقل أُطلق سراحهم من السجون حتى الآن، بينما لا يزال أكثر من 100 ألف شخص محتجزين في سجون وأقبية سرية. وأكد مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، على أهمية الوصول إلى هذه المواقع، مشيرًا إلى أن العديد من الضباط الكبار لا يزالون في مواقع مجهولة، كما أشار إلى مقتل مدير مكتب ماهر الأسد في ظروف غامضة.
من جهتها، صرحت منظمة “الخوذ البيضاء” بأنها تمكنت من إخراج العديد من النساء والأطفال من السجون. وتأتي هذه التطورات في وقت أكدت فيه الفصائل المسلحة سيطرتها الكاملة على محافظة اللاذقية، بما في ذلك طرطوس وبلدة جبلة، دون اقتحام القواعد العسكرية الروسية في المنطقة.
وأكد مصدر في محافظة اللاذقية لوكالة “تاس” أن القواعد الروسية، مثل قاعدة حميميم، لا تزال تعمل بشكل طبيعي ولم تتعرض لأي تهديد مباشر. وفي المقابل، تمكنت الفصائل من السيطرة على مدن كبرى في محافظتي حلب وإدلب في هجوم واسع النطاق بدأ في 27 نوفمبر، وصولًا إلى دخول العاصمة دمشق يوم الأحد، ما أدى إلى هروب بشار الأسد ووحدات الجيش السوري من المدينة.
تلك التطورات ترسم ملامح مرحلة جديدة في سوريا، حيث يتلاشى إرث النظام السابق وسط آمال عائلات المعتقلين بالكشف عن مصير أبنائهم وطي صفحة من القمع والانتهاكات التي استمرت لعقود.