تعد معرفة الموظف بالقوانين واللوائح المنظمة لعمله في المؤسسات الحكومية من الأساسيات الضرورية لأداء واجباته بشكل سليم، فالإلمام بالتشريعات والأنظمة المعمول بها يساعد الموظف على الحفاظ على حقوقه وحقوق المؤسسة التي يعمل بها.
فالتوعية القانونية لا تقتصر فقط على اللوائح التي تحدد نطاق عمل الموظف، بل تشمل القوانين الأخرى ذات الصلة، مثل تلك التي تحمي أسرار وخصوصية العمل، وهو أمر ينبغي أن يكون معروفاً للجميع، وبالتالي، فإن أي تقصير أو مخالفة لهذه الأنظمة قد يعرّض الموظف للمسائلة القانونية، دون أن يكون له عذر في الجهل بالقوانين أو عدم الاطلاع عليها.
تُعَد عدم معرفة الموظف بأنظمة وقوانين مؤسسته أحد التحديات الكبيرة التي قد تؤدي إلى نشوب نزاعات قانونية بين المؤسسة والموظف. والتي قد تتطور إلى قضايا تنتهي بتوجه كلا الطرفين إلى أروقة المحاكم لحل الخلافات. لذا فإن التوعية القانونية تعد من الحلول الفعالة لتفادي هذه المنازعات.
تسهم التوعية بالقوانين واللوائح في تحسين فهم الموظف لطبيعة عمله، مما يساعده في أداء مهامه بكفاءة ضمن الأطر القانونية. بحيث يقلل هذا الوعي من الأخطاء الإدارية والمخالفات القانونية التي قد تضر بسمعة المؤسسة والموظف على حد سواء. مع الأخذ بعين الاعتبار إجراء تقييمات دورية لمدى فهم الموظفين للقوانين واللوائح ومدى امتثالهم لها، إذ تساعد هذه التقييمات في تحديد الفجوات لدى الموظفين والعمل على معالجتها.
وبناءً على ما تقدّم، من الضروري أن تقوم المؤسسات الحكومية بتنظيم دورات تدريبية توعوية لموظفيها، تهدف إلى تعريفهم بالأنظمة واللوائح المعمول بها في المؤسسة. ومن المفيد أيضاً إعداد دليل شامل يحتوي على المواد القانونية المتعلقة بحقوق وواجبات الموظف، حيث يتم توزيع هذا الدليل على كافة الموظفين للاطلاع عليه ودراسته، للحد من وقوع أي مخالفات قد تتسبب في اللجوء إلى القضاء، وتحقيق بيئة عمل أكثر انضباطاً وفعالية.
ويجب أن يكون هناك نظام مستمر التحديث لأية تعديلات أو تغييرات في القوانين واللوائح المعمول بها. كما أن التواصل المستمر مع الموظفين من خلال البريد الإلكتروني أو الاجتماعات الداخلية يساهم في إبقائهم على اطلاع دائم بكل ما هو جديد.
يُذكر أن بعض المؤسسات الحكومية قد تكون لديها أنظمتها الخاصة، والتي يجب أن يُؤخذ بها عند التعامل مع حقوق الموظفين وامتيازاتهم. لذا يجب أن تكون هذه الأنظمة واضحة ومعلومة لجميع الموظفين لضمان عدم حدوث أي لبس أو سوء فهم.
خِتاماً، يُعد الوعي الوظيفي من الأمور البالغة الأهمية في ظل التغيرات السريعة في مختلف مجالات الحياة. ومن هذا المنطلق، فإنني أدعو مؤسسات الدولة إلى بذل المزيد من الجهود في نشر الوعي الوظيفي بين موظفيها، كخطوة ضرورية لتوفير الوقت والمال، وتحقيق مصلحة جميع الأطراف.