الرئيس ترامب طموح جدا ومندفع لدرجة التهور اما وقود هذا الطموح او التهور لا فرق عمليا بينهما ، فهي القوة ، سواء قوة الدولة الاميركية العسكرية والامنية او القوة المالية المتاتية من الهيمنة على اكثر من ثلاثة ارباع الكرة الارضية ، وبسبب هذا الاندفاع تراه لا يقيم وزنا يذكر للضوابط اياً كانت ، فهو بات يعيش الاعتقاد انه ان اراد شيئا ما فانه قادر على تحقيقه وهو امر يستطيع علماء النفس تحليله ، فترامب نرجسي حتى النخاع ويتعامل بالسياسة كما كان يتعامل مع مراهنات المصارعة الاميركية التى لا تمت للرياضة والاخلاق الرياضية بصلة لانها عبارة عن مصارعة تنتهي بان يقتل احد المصارعين الاخر .
وصول الرئيس ترامب للبيت الابيض كان حدثا مدويا ، فالرجل لا يحمل عقيدة سياسية ولا تجربة له في عالم السياسية وكل ما كان يعرفه هو عالم العقار وسهرات ” جيفري ابيستين ” ، ونجاحه في المرة الاولى وفي هذه المرة يعكس تراجعا في مستوى الوعي العام لدى الجمهور الاميركي بدرجة او باخرى ، كما يؤكد عقم العملية الديمقراطية في اميركا الممتدة منذ القرن السابع عشر والتى بدات ومازالت على قوة المال بالدرجة الاولى .
لكل ما سبق نرى ان الرئيس ترامب بات يعتقد انه يحكم العالم ” بتفويض الهي” وهي حالة عاشها رونالد ريغان وعاشها جورج بوش الابن ، وها هو يعيشها دونالد ترامب ، وليس مصادفة انهم كلهم من الحزب الجمهوري الذي يمثل اليمين الانعزالي في الولايات المتحدة .
حاولت التدقيق في تصريحاته المتكررة بانه اوقف سبعة حروب ولذلك فانه يستحق جائزة نوبل للسلام ، وبالبحث عن تلك الحروب التى يقول انه اوقفها لم اجد وبكل موضوعية وتجرد ان هناك حربا واحدة منها توقفت اصلا او انه كان سببا في توقفها ، ومع ذلك وبسبب تلك النرجسية يعتقد انه يستطيع ايقاف الحرب التى اسميها السهل الممتنع الا وهي حرب غزة ، ومع ذلك اعتقد انه لن يستطيع والسبب ان ” سيطرة نتنياهو عليه ” ستبقيه دائما في خانة ليس اسرائيل فحسب بل بات المتحدث الرسمي باسم اسرائيل ( على القارئ الكريم مراجعة تصريحاته وخطبه ، فهو يتحدث كناطق رسمي باسم نتنياهو ) ،
والمفارقة ورغم كل ما سبق فان الرئيس ترامب كما اشرت يعتقد انه رجل سلام وانه قادر على نزع ” سترته ” كصهيوني اميركي وارتداء سترة حمامة السلام البيضاء ، وعلينا نحن ان نصدق ذلك ؟؟!
ترامب اليوم يملك المال بالمليارات ومشاريعه ومشاريع صهره كوشنير الذي وظف مصاهرته مع الرئيس ترامب للحصول على مئات المليارت في الشرق الاوسط ، يريد ما هو اهم من المال ، يريد التاريخ ، وهو ما بات في نظره بعد ولايته الثانية اهم من المال ، يريد الحصول على جائزة نوبل للسلام التى تٌخلد من ينالها في التاريخ ، يريد ان يكرس نفسه كرئيس اميركي اخر حصل عليها ، ومن هذا الرئيس ؟؟
انه عدوه اللدود ( صاحب البشرة السوداء ) الرئيس اوباما ، فترامب لا ينظر للرئيس اوباما نظرة عنصرية وطبقية فقط ، بل هناك دوافع سيكولوجية خطيرة في خلفية هذا العداء ابرزها ان اوباما هو رجل مثقف ومتحدث لبق ، ومسيس وهذه صفات يفتقدها ترامب .
في الوضع الحالي اعتقد ان الرئيس ترامب سيكرس كل جهده للحصول على هذه الجائزة التاريخية ليدخل السجل الذي سبق ان دون فيه اربعة رؤساء اميركيين وهم روزفلت وويلسون وجيمي كارتر وباراك اوباما .
والسؤال هل يفعلها ترامب ويقاضي لجنة جائزة نوبل ان لم تختاره ، هذا ليس حلما بل هو امر وارد فلا الامم المتحدة تعنى له شيئا ولا القانون الدولى ، وليس من المستغرب ان يقوم بمحاولة شراء اعضاء لجنة اختيار الجائزة وبكل الوسائل ، او تهديدهم !!
ترامب حتما سيدخل التاريخ ولكن ليس بجائزة نوبل ، بل سيدخله كاكثر رئيس اميركي قدم واطاع اسرائيل ، و ” امبراطور الكذب ” بنيامين نتنياهو ..