لندن: محمد الطّورة
كنت شاهداً وكفيلاً …من واجبي ومسؤليتي التحقق من الوفاء بالتعهدات
تعتبر الاتفاقات جزءاً أساسياً من أي علاقة بين طرفين. ففهم بنود الاتفاق ومن ثم تأكيد الالتزام بها يعد حقاً مشروعاً لكل طرف بالمشاركة في هذا الاتفاق. في هذه المقالة، سأتناول أهمية التحقق من الالتزامات وتنفيذ الحقوق المتعلقة بذلك.
إن التأكد من الوفاء بالاتفاق هو عنصر جوهري يساهم في بناء الثقة بين الأطراف. فعندما يتعهد طرف بما هو محدد في الاتفاق، يكون من المهم التأكد من كونه ملتزماً بتنفيذ بنودة. هذا الأمر لا يعني فقط ترك الموضوع بين الطرفين أصحاب العلاقة بل وجوب إنخراط الشاهد والكفيل للتأكد من التنفيذ .
في الحياة السياسية، يعتبر تنفيذ الأوامر والتعليمات والتوافقات والوعود المتفق عليها بين صاحب أعلى قرار في اي مؤسسة حكومية مدنية أو عسكرية وبين رعايا الدولة يكتسب أهمية كبيرة في تعميق الثقة بين مؤسسات الدولة والمواطنيين . إلا أن هناك حالات قد يكون لها نتائج عكسية عند امتناع أصحاب الاختصاص في تلك المؤسسات عن تنفيذ هذه التعليمات لأسباب وحجج غير مقنعة بعيداً عن أعين ذلك المسؤول. هذا الأمر يمكن أن يؤثر سلباً على تلك التوافقات وقد يؤدي إلى نتائج سلبيه قد تضر في الصالح العام للدولة والنظام وتنسف جميع الجهود التي بذلت من أجل الوصول لتلك التوافقات، هذه المواقف قد تؤدي إلى تدهور الثقة بين الطرفين وتعيد الأمور إلى المربع الأول الذي لا يتمناه أحد.
باختصار، الامتناع والتوقف عن تنفيذ تعليمات صاحب القرار يعتبر عائقاً كبيراً أمام تحقيق الأهداف الوطنية، ويؤكد على الحاجة الملحة لضمان الالتزام من قبل الجميع لإستمرار مسيرة الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد بعيداً عن محاولة البعض إتباع سياسة التسويف وإغلاق أبواب صاحب القرار أمام المواطن حتى لا يتمكن من المراجعة لمعرفة مصير تلك الوعود التي أمر بتنفيذها .

