حزب الله رفض الاستسلام وأعلن القتال حتى آخر رجل وإمرأة.
لبنان أمام مفترقٍ خطير والرسائل الأمريكية تنذرُ بتصعيدٍ وشيك.
فهل تندلعُ حرب جديدة بين حزب الله وإسرائيل ؟
بين ميليشا تتحدثُ عن منع إسرائيل من ابتلاع لبنان ودولة ابتلعها حزب الله، لا يبدو بأنّ هناك من يستطيع منع إنزلاق لبنان نحو أتون الحرب القادمة.
المبعوثة الأميركية مورغان اورتاغوس عملت خلال زيارتها إلى بيروت والتي أتت إليها من إسرائيل؛ لمنع توسيع الحرب والطائرات والمسيرات الإسرائيلية لا تغادر أجواء لبنان، وتغتال بمعدل من عنصر إلى عنصرين من حزب الله يوميًا، والجرافات الاسرائيليّة تدخل وتجرّف الأراضي وحزب الله لا يزالُ يتحدث عن المقاومة.
الأمين العام للحزب نعيم قاسم يقول بأن سلاح الحزب باقٍ كوسيلة حماية في مواجهة إسرائيل.
رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني محمد رعد أكد بأن الحزب سيقوم بواجبه لمنع إسرائيل مما إسماه ابتلاع لبنان، معتبرًا أن اهم دوافع التفلت الإسرائيلي هو انقسام اللبنانيين هو اعتداءاتها.
منع إسرائيل من ابتلاع لبنان كيف إذا لم يفعل الحزب شيء بعد اغتيال أمينيه العامين وتفجيرات البيجر والاغتيالات اليوميّة؟ متى سيمنع إسرائيل من ابتلاع لبنان؟.
وعودة إلى اورتاغوس التي زارت الحدود اللبنانيةّ الإسرائيليّة برفقة وزير الدفاع الإسرائيلي قبل توجهها إلى بيروت؛ لبحث سبل نزع سلاح حزب الله، ومنع تدهور الوضع أو توسيع الحرب مع إسرائيل، وابقاء الوضع على ما هو عليه على الأقل.
والتقت مسؤولين لبنانيين لبحث سبل خفض التوتر واستعادة الاستقرار والتهدئة بين لبنان وإسرائيل، بعدما رسمت وقائع الأيام الأخيرة صورة مثيرة للقلق المتصاعد حيال احتمال انفجار حربي ميداني واسع.
وفي المحصّلة وضعت إدارة الرئيس الأميريكي دونالد ترامب خطوطًا حمراء واضحة، وقدمت دعمًا كبيرًا، لكن تتوقع في المقابل إجراءات حاسمة.
رسالة تحذير أخرى نقلها السفير المصري لدى بيروت علاء موسى، الذي قال إنّ زيارة مدير المخابرات المصريّة حسن رشاد إلى بيروت تدخل في اطار التنسيق الأمني والسياسي مع لبنان، إضافة إلى تهدئة الأوضاع، وتدعم بشدة مواقف الرئيس اللبناني جوزيف عون بشأن حصريّة السلاح.
وأضاف بأن تطوّر الاعتداءات الإسرائيليّة من حيث المدى والوتيرة يدعو إلى التحوط مما يجري.
الجيش الإسرائيلي ورغم نفيه الشائعات الدائرة حول تصعيدٍ محتمل على الجبهة اللبنانيّة، يستمر بعملياته ضد عناصر من حزب الله، ويشنُ ضرباتٍ يوميًا تستهدف الداخل اللبناني.
فلماذا تصعّد إسرائيل لهذهِ الدرجة مع لبنان؟ وهل تشنُ حربًا جديدة؟ وهل حزب الله جاهز للدفاع وفق ما قال الأمين العام للحزب نعيم قاسم؟ وأيُ هدفٍ لزيارة المبعوث الأميريكي مورغان اورتاغوس إلى بيروت وهي قادمة من إسرائيل وكذلك لزيارة مدير المخابرات المصريّة إلى بيروت؟
في ظل ما يجري من تصعيدٍ إسرائيلي ضد أهداف حزب الله، فهل تمنع اورتاغوس تدهور أو توسيع الحرب، وهل تتصادم أهداف زيارتها مع الأهداف الإسرائيلية؟
إسرائيل التي تنفي أي نيّة لديها للتصعيد المحتمل مع لبنان، يواصل طيرانها الحربي الإسرائيلي والذي لم يتوقف إطلاقًا منذ وقف إطلاق النار حتى وإن كان بشكلٍ محدود فهو مستمر خلال الأشهر الماضية.
فهل يأتي النفي الإسرائيلي بهدف طمأنة الداخل الإسرائيلي؟
المبعوثة الأمريكية مورغان اورتاغوس لا تريد توسيع الحرب، بل تريد أن تمنعها حتى لا تنزلق لبنان في تأزيم الوضع من خلال الاستفزازات الإسرائيليّة.
لبنان أمام مشهدين متسارعين؛ التصعيد الإسرائيلي المستمر وعودة الحرب من جهة، والمساعي الدبلوماسيّة المكثفة للتوصل إلى حلٍ يبعد شبح الحرب عن لبنان والمنطقة.
الواقع يحتاجُ أفعالًا لا أقوالًا كما يقول الأميركيون.
بعد حرب عامين خاض فيها حزب الله ما أسماها حرب إسناد لغزّة ضد إسرائيل ألا تتساءل إسرائيل أين كانت أجهزة الاستخبارات الإسرائيليّة ؟
وهل فعليّا حزب الله يدافع عن لبنان أم يدافع عن توازنات إقليميّة أكبر من لبنان؟
وهل التوغلات الإسرائيليّة في الجنوب اللبناني مردّها سلاح حزب الله، الذي هو مكبل وغير قادرٍ على الرد، في وقت يرفض الحزب تسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانيّة التي هي تبقى معرضة للانتهاكات اليوميّة؟
وأين حزب الله وسلاحه من الواقع الذي يشهد على اغتيال نحو 365 شخصًا من قيادات الحزب منذ وقف إطلاق النار في شهر تشرين الثاني الماضي في حين أنّ الحزب خارج المشهد؟
وهل تتزايد المؤشرات على اقتراب مواجهة جديدة في المنطقة من خلال شن إسرائيل ضربة عسكريّة موسّعة ضد لبنان؟
وهل تعود أجواء الحرب؟ وما هي خيارات الدولة اللبنانيّة وحزب الله؟.
ولماذا تعود إسرائيل مرّة أخرى للحديث عن تصفية حسابات نهائيّة مع حزب الله مرة أخرى؟.
وما هي الإشارات الأمريكية التي يتم التقاطها بعد أن أطلّت اورتاغوس على بيروت من الحدود الشماليّة من إسرائيل ومن الحدود الجنوبيّة من الجانب اللبناني قُبيل مغادرة إسرائيل؟
وأي تعويلٍ على الأميركيين لابعاد شبح الحرب عن لبنان قبل أنّ تنفلت الأمور نحو مواجهةٍ أوسع؟ وهل ما يحدث ضغطٌ إسرائيلي من أجل نزعِ سلاحِ حزب الله أم تمهيدٌ حقيقٌ للحرب؟

