حين يقول محافظ جرش الدكتور مالك خريسات إنّ الحريق في غابات جرش مفتعل، وإنّ يدّ العدالة ستصل إلى المتسببين، فأنا أشدّ على يده وعلى كلّ الأيادي التي تحافظ على غاباتنا.
وليس لأنّني أعيش بالقرب من هناك يتقطّع قلبي، فحسب، بل لأنّني شاهدت حرائق مفتعلة أمام عيني وكادت أن تأتي على بيت العائلة، وكان الحريق يأتي على الشجرة المعمّرة بعد الأخرى كعلبة كبريت، ولكنّ الشباب استطاعوا السيطرة في كلّ مرة.
الغريب، والمريب أنّ الأردن كان يساهم في اطفاء الحرائق عند الآخرين، فالاطفائيات والهيلوكوبترات المتخصصة لم تكد تصل من اللاذقية، بعد انتهاء عملها هناك، حتى رأينا ما رأينا في جرش.
نحو مائتي وخمسين دونماً تضررت أمس، في منطقة ساحرة أعرفها جيداً، وسيكون حساب المرتكبين عند ربّهم عسيراً، ولكنّ حساب الدنيا حيث الأجهزة الأمنية والقضائية لا يتسامح، وفي يقيننا أنّ الكشف لن يطول.
تحتاج الغابة إلى نحو عشرين سنة لاعادة تأهيل نفسها، وهي نعمة من الله سبحانه، فكيف يمكن لأناس يحملون ولو بعض ضمير أن يحرقوها؟ ويبقى أنّنا نعود ونشدّ على يد المحافظ وكلّ الأجهزة الأمنية، ولا نقول سوى يعطيكم ألف عافية، وللحديث بقية!..