من أقوال جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في المخابرات العامة
(أعرب عن عميق اعتزازي بجميع منتسبي هذا الجهاز جنوداً وضباط صف وأفراداً، وتقديري لعطائهم المتميز، وحرصهم على النهوض بالواجب والأمانة والإخلاص ونكران الذات.)
كتب محمد الطّورة: من لندن
تعتبر الأعياد الوطنية فرصة لتسليط الضوء على إنجازات الدولة ومؤسساتها. تعكس إحتفالات الأردن بالأعياد ،الوطنية عيد جلوس جلالة الملك على العرش، وعيد الأستقلال، وعيد الجيش مناسبات تتجلى فيها قيم الفخر والانتماء، حيث يتم تكريم الجهود التي بذلت لتعزيز كيان الدولة. دائرة المخابرات العامة الآردنية تعتبر واحدة من مؤسسات الدولة التي تساهم بجهود كبيرة ومميزة في خدمة الوطن بالتعاون والتنسيق مع غيرها من مؤسسات الدولة الآخرى، لذلك أستحقت عن جدارة رسائل التقدير والثناء من لدن صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني تقديراً لجهود منتسبيها على القيام بالواجب ونكران الذات. واليوم ونحن في غمرة إحتفالات الوطن بتلك المناسبات الوطنية وجدت أن الواجب الوطني يدعوني كمواطن أردني أن ألقي الضوء على أنجازات دائرة المخابرات العامة ومنتسبيها في خدمة الوطن والمواطن.
تأسست المخابرات العامة الأردنية كجزء من جهود تأسيس الدولة الأردنية الحديثة. ومنذ ذلك الحين، أصبحت هذه الهيئة مكونًا أساسيًا في العمل الأمني والاستخباراتي في المملكة. خلال العقود التالية، لعبت المخابرات العامة دورًا حيويًا في مجموعة من الأحداث الإقليمية والدولية، مما ساهم في تعزيز مكانتها كأحد أعمدة الأمن الوطني.
واحدة من أبرز المحطات التاريخية التي ساهمت في تشكيل عمل المخابرات العامة الأردنية كانت حرب 1948، حيث تأثرت بشكل مباشر بالتحديات التي واجهتها البلاد بعد إنشاء دولة إسرائيل. تلتها أحداث مهمة مثل حرب 1967 ، والتي أدت إلى ضرورة تعزيز القدرات الاستخباراتية للمخابرات العامة. ومع تصاعد التوترات في المنطقة، واجهت المخابرات العامة الأردنية تحديات جديدة تمثلت في جمع المعلومات وتحليلها لمواجهة المخاطر الأمنية المتزايدة.
كما أسهمت الأزمات الأمنية التي مرت بها المنطقة في تطوير استراتيجيات المخابرات العامة وأساليب عملها. على سبيل المثال، في ظل الأزمات المتعلقة بالإرهاب والتهريب، كانت المخابرات العامة الأردنية في طليعة جهود مكافحة هذه التهديدات. واعتمادًا على مبادئها العامة التي تشمل الدقة والكفاءة، تمكّنت المخابرات من تشكيل شبكة واسعة من التعاون مع وكالات استخبارات دولية ومحلية، مما زاد من قدرتها على مواجهة التحديات المتزايدة.
كما وتعتبر المخابرات العامة الأردنية واحدة من الأجهزة الأمنية الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تعتمد على مجموعة من الأساليب العملية في جمع المعلومات وتحليلها بطرق تميزها عن غيرها من أجهزة المخابرات. تركز المخابرات العامة الأردنية على تحقيق علوية أمن المعلومات مع احترام حقوق المواطنين، مما يمنحها مصداقية وثقة داخلياً ودولياً. إن ما يميزها عن غيرها من أجهزة المخابرات الآخرى أنها سارت على نهج الهاشميين بالصفح والتسامح دون اللجوء لإستخدام أساليب الترغيب أو الترهيب في تعاملها مع المواطنين، بل تعتمد على بناء علاقات مبنية على الثقة والمصداقية.
إن تطور المخابرات العامة الأردنية منذ تأسيس المملكة على يد ملوك آل هاشم على مر السنين ليس مجرد انعكاس للأحداث التاريخية، بل أيضًا نتيجة لرؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد. المخابرات العامة، إذًا، لا تُعتبر مجرد جهاز أمني، بل رقيب مُصمم يهدف إلى حماية المصالح العليا للمملكة الأردنية الهاشمية وضمان حماية أراضيها وسلامة مواطنيها.