شكّلت الدبلوماسية التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني منعطفاً مهماً في زمن في زمن الأزمات العالمية والأحدث الجسيمة؛ حيث يوجّه جلالته بوصلة المجتمع الدولي إلى القادة المخضرمين الضالعين في السياسة، والذين يملكون علاقات مديدة بأصحاب القرار السياسي والاقتصادي ولهم باع طويل في التعاطي مع الواقع المعقد لتوجيه البوصلة، ولفت أنظار العالم بأسره تجاه القضيّة الفلسطينيّة.
القائد الملهم والملك المعزّز كسر النمط واخترق الشفق في سماء الدبلوماسية، ليلفت أنظار العالم تجاه القضيّة الفلسطينيّة التي شغلت فكر الهاشميين منذ الأزل؛ حتى حققت ثمارها اليوم والعالم يسير نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينيّة عند حدود الرابع من حزيران لعام ١٩٦٧.
قبل أيام كانت نتائج جهود جلالة الملك والتي توجت بإعلان فرنسا بأنّها ستتجه نحو الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة، وها هي بريطانيا تسير على النهج ذاته؛ وهو الأمر الذي يعود إلى دور جلالته وتأثيره بكسب ثقة قادة الدول العظمى في مرحلة تتسم بالصعوبة والمرحلة الحرجة، ومعادلات العلاقات الدولية المعقدة. ذلك كان نتيجة مزج غير مسبوق بين الحكمة والتوازن في التعاطي مع الملفات الخارجية الجريئة التي أصبحت محط أنظار أهم قادة العالم ودول الاتحاد الأوروبي؛ وهو ما جعل الأردن نموذجاً ومرجعاً للدول الشقيقة والصديقة في معادلات السياسة الخارجيّة.
جلالة الملك وبحمد الله وتوفيقه تمكّن من رسم أطرٍ توافقية مع قادة دول العالم ورسم مسارٍ واضح لأفق سياسي ينحاز للقضيّة الفلسطينيّة، تضمن تحقيق مصالح جميع الأطراف بالرغم من حدة التباين وعدم التوافق بين القوى الكبرى.
منذ إندلاع أحداث السابع من تشرين الأول من العام ٢٠٢٣؛ تمكّن جلالته من لفت أنظار العالم تجاه هذهِ القضيّة وعدالتها، حتى تغيّرت وجهات نظر العالم بأسره التي كانت منحازة إلى إسرائيل في بداية الأحداث، وهو ما يعود إلى طبيعة العلاقات التي تربط المملكة الأردنيّة الهاشميّة مع الدول الشقيقة والصديقة؛ والتي وجدت في المملكة الشريك الاستراتيجي الذي يمكن الاعتماد عليه في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، واتخاذ الرأي السديد بناء على حكمة الهاشميين التي وجدت في جلالة القائد الملهم روح الإرادة التي لا تعترف بالمستحيل، وتؤمن بأن العمل المشترك هو الطريق الوحيد نحو تحقيق السلام والرفاه للجميع.
تلك الروح التي يملكها جلالته بإصراره على الانتصار للقضية العادلة، ومكّنته أن يتخطى مرحلة المساهمة في التحول إلى قيادة التحول على صعيد أهم الملفات الساخنة في منظمة الأمم المتحدة، وكذلك مجلس الأمن، وسياسات الدول العظمى على صعيد العالم بأسره.
العالم اليوم يسير وفق نهج ورؤية جلالته الثاقبة وخطاه الواثقة.
رؤية جلالة الملك وضعت المملكة في قلب الأحداث، وتؤمّنه الدول على بوصلتها السياسيّة، حتى غدت أفكار جلالة الملك المحرك الرئيس لدوائر صنع القرار السياسي العالمي، في زمن الأزمات.
جلالة الملك وعلى مدى ما يزيد عن ربع قرن من الزمن تحرك نحو سلامٍ يعمّ المنطقة؛ من خلال عمله الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينيّة مستقلّة وعاصمتها القدس الشرقيّة.
تمكنت الدبلوماسية الأردنيّة بقيادة جلالة الملك والجولات المكوكية لجلالته الخارجية من انتزاع اعتراف عدد من الدول المؤثرة بدولة فلسطين، وفي السياق ذاته حث جلالته المزيد من الدول للسلام وللاعتراف بالدولة الفلسطينيّة.
الحكمة الأردنيّة بقيادة جلالة الملك لم تكن مقتصرة على حدود الشرق الأوسط بعدما أصبحت الدبلوماسية الأردنيّة محط ارتكاز ثقة دول العالم.
جلالة الملك يتابع بصفة الشخصيّة أدق التفاصيل المتعلقة بالقضيّة الفلسطينيّة ويتواصل مع قادة دول العالم في أجواء مفعمة بالثقة والتفاؤل، ويحث الدول كافة لكي تتفاعل بشكل إيجابي مع تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية لأهالي قطاع غزّة، واتخاذ القرارات التي تصبَّ في صالح هذهِ القضيّة؛ فكان جلالته السبّاق في إرسال المساعدات وتكثيف الجهود العربيّة والدوليّة لإرسال المساعدات الإنسانيّة للأهل في غزّة، ودفع دول العالم نحو تقديم المساعدات، فكانت الاستجابة لفكرة الإنزلات الجويّة التي أطلقها جلالته؛ في إطار تسريع وتيرة إرسال المساعدات وإنقاذ أهالي القطاع المنكوب.
جلالة الملك يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة بعد أن انكسرت وانحسرت الحكمة وأصبح الاستقطاب سيد المشهد.
جلالة الملك اليوم يتصدر المشهد ويتغلب على التحديات السياسيّة والاقتصاديّة من أجل تحقيق توافق عالمي تجاه عدالة القضيّة الفلسطينيّة.