أكد الخبراء أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كانت الأطعمة فائقة المعالجة سببًا مباشرًا في ارتفاع خطر الوفاة المبكرة، أم أنها مجرد عامل مصاحب لعوامل أخرى.
تشير أبحاث جديدة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من الأطعمة فائقة المعالجة معرضون لخطر الوفاة المبكرة بشكل أكبر.
وتشمل الأطعمة فائقة المعالجة، مثل رقائق البطاطس المقرمشة والمعكرونة سريعة التحضير وحبوب الإفطار المحلاة والنقانق، عادةً ألوانًا ونكهات اصطناعية، وغالبًا ما تحتوي على نسب مرتفعة من السكر والدهون المشبعة والملح.
وفي هذا السياق، تُظهر الدراسة الجديدة، التي نُشرت في المجلة الأمريكية للطب الوقائي، أن كل زيادة بنسبة 10 في المائة في نسبة الأطعمة المعالجة بشكل مفرط ضمن النظام الغذائي، ترتبط بارتفاع قدره 2.7 في المائة في خطر الوفاة المبكرة.
وقد شمل التحليل أشخاصًا تتراوح أعمارهم بين 30 و 69 عامًا من ثمانية بلدان مختلفة: كولومبيا والبرازيل، اللتان تسجلان مستويات منخفضة نسبيًا من استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، إلى جانب تشيلي والمكسيك، حيث يتسم الاستهلاك بالمستوى “المتوسط”، وأستراليا وكندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، حيث يستهلك عدد كبير من السكان كميات كبيرة من هذه الأطعمة.
Eating ultra-processed foods can age your body cells faster and shorten telomer
e length – a key indicator of biological age.
Ultra-processed foods are sodas, packaged salty snacks, cookies, cakes, processed meats, chicken nuggets, powdered & packaged instant soups etc. #health pic.twitter.com/o3AXvhYiHW
— Lori Shemek, PhD (@LoriShemek) September 4, 2020
وفي تعليق له، قال إدواردو أوغوستو فرنانديز نيلسون، المؤلف الرئيسي للدراسة والباحث في مؤسسة أوزوالدو كروز في البرازيل، في بيان: “من المثير للقلق أنه في حين أن استهلاك الأغذية فائقة التجهيز في البلدان ذات الدخل المرتفع عال بالفعل ولكنه مستقر نسبيًا منذ أكثر من عقد من الزمان، فإن الاستهلاك في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل يواصل الارتفاع بشكل مستمر”.
وقد حذّر الباحثون المستقلون من أن النتائج لا تثبت أن الأطعمة فائقة المعالجة تزيد بشكل مباشر من خطر الوفاة المبكرة، رغم تأكيدهم أن هذه الأطعمة تستحق المزيد من البحث والتدقيق.
وفي هذا الصدد، قال ستيفن بورجس، الخبير الإحصائي في جامعة كامبريدج البريطانية، في بيان: “من المحتمل ألا يكون عامل الخطر السببي الحقيقي هو الأطعمة فائقة المعالجة نفسها، بل عامل آخر مرتبط بها، مثل ضعف اللياقة البدنية، فيما تكون الأطعمة فائقة المعالجة مجرد متفرج بريء”.
وأضاف: “لكن، عندما تتكرر هذه الارتباطات عبر العديد من البلدان والثقافات المختلفة، فإن ذلك يثير الشك في أن الأطعمة فائقة المعالجة قد تكون أكثر من مجرد متفرج”.
وقد سبق أن تم ربط الأطعمة فائقة المعالجة بمشاكل صحية في دراسات سابقة. ففي وقت سابق من هذا العام، وجدت وكالة أبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية (WHO) أن تناول المزيد من هذه الأطعمة مرتبط بارتفاع خطر الوفاة نتيجة أمراض القلب وتمدد الأوعية الدموية ومشاكل الجهاز الهضمي ومرض باركنسون، ولكن دون وجود صلة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان أو مرض الزهايمر.