اثبتت دول مجلس التعاون الخليجي القدرة على الصمود والنمو الاقتصادي رغم تهاوي اسعار النفط
حذرت وكالة الطاقة الدولية ان الفائض في الانتاج النفطي العالمي قد يصل إلى 4 ملايين برميل يوميا. هذا التحذير ساهم في تعزيز النمط الهبوطي لاسعار النفط التي انخفضت حوالي 18% منذ بداية العام الحالي،، كما ان بيانات شركة فورتكس Vortex التي ترصد تحركات ناقلات النفط حول العالم ان المخزونات النفطية العاءمة في البحار تبلغ 1.2 مليار برميل والتي تبحث عن مشترين او ان أصحابها ينتظرون ارتفاع الاسعار لتحقيق أرباح مجدية، كل هذا أثار مخاوف حول العالم ان الأسواق مشبعة بالنفط والطلب العالمي يتراجع. أضف إلى ذلك قرارات تحالف اوبك+ بإلغاء التخفيضات المتفق عليها عام 2023 تدريجيا وهذا يعني المزيد من النفط الخام يدخل الأسواق.
لذلك تراجعت الاسعار لمستويات منخفضة حيث يتم الان تداول خام برنت القياسي حول 60 دولار للبرميل وخام غرب تكساس الوسيط الاميركي حول 57 دولار للبرميل. رغم توقعات نمو الطلب خلال 2026 إلا ان البنوك الاستثمارية الاميركية تتوقع أسعارا قرابة ال 50 دولار للبرميل لخام برنت.
وهناك عوامل اخرى ساهمت في هبوط الاسعار منها التوترات الجيوسياسية وكذلك الحرب التجارية بسبب تعارف جمركية عالية فرضتها الإدارة الاميركية على الصين والاتحاد الأوروبي ودول اخرى. ارتفاع المخزونات الاستراتيجية والتجارية في الصين والولايات المتحدة وأوروبا.
لعقود من الزمن اعتمدت ميزانيات الدول الخليجية المنتجة للنفط على اسعار النفط لتحقيق ايرادات كافية للتنمية وتطوير البنية التحتية ومشاريع التنويع الاقتصادي والابتكار . ورغم التقليبات في الاسعار وهبوطها لمستويات غير مريحة إلا ان دول مجلس التعاون الخليجي استطاعات ان تصمد وتتكيف مع الاسعار المنخفضة وتدير المخاطر بكفاءة.لذلك من غير المتوقع ان يكون هناك أزمات مالية خانقة. السعودية والإمارات وقطر والكويت شهدت انهيارات في اسعار النفط في الثمانينات بسبب التخمة في الأسواق وكذلك عام 2014 عندما تهاوت الاسعار من فوق 100 دولار للبرميل إلى اقل من 50 دولار واستطاعت ان تصمد وتبادر في مشاريع وسياسات لتنويع مصادر الدخل القومي ولكن استمرار الاسعار المنخفضة سيؤدي الى ترشيد الإنفاق، وربما تأجيل بعض المشاريع.
ورغم التحديات التي تواجه دول النفط العربي إلا ان صندوق النقد الدولي يتوقع نموا اقتصاديا قويا بين 3 و 4% لعام 2026 وياتي هذا النمو على خلفية سياسات اقتصادية حكيمة وبناء محافظ استثمارية ضخمة ليس فقط في الشرق الأوسط بل حول العالم،،، وتتميز هذه الدول بنسب تضخم وبطالة منخفضة للغاية.
وفي حالة تحقيق تقدم في معالجة النزاعات التجارية الصينية الاميركية وهذا متوقع اواخر هذا الشهر عندما يجتمع الرءيس الصيني تشي جينبنغ مع الرءيس الاميركي دونالد ترامب على هامش قمة المنتد الاقتصادي لآسيا والباسيفيك الذي سيعقد في كوريا الجنوبية، وكذلك انخفاض التوتر الجيوسياسي بين روسيا واوكرانيا ،، سينتعش الاقتصاد العالمي ويرتفع الطلب على النفط والطاقة بشكل عام ونرى نمطا تصاعديا في الاسعار.