لندن : محمد الطّورة
المبنى الذي كان يتميز بلونه الأزرق كما يتميز مقر الرئيس الأمريكي باللون الأبيض
تأسّس مبنى دائرة المخابرات العامة الأردنية في أواخر الأربعينات من القرن الماضي، حيث كان يُعتبر نقطة محورية في تاريخ الاستخبارات الأردنية. تم تصميم المبنى ليتماشى مع احتياجات الدولة الأردنية الناشئة آنذاك، وقد عكس الطابع المعماري لتلك الفترة روح القوة والصرامة. مع مرور الزمن، أصبح المبنى رمزًا للسيادة الوطنية وحماية المصالح الأمنية للبلاد.
شهد المبنى ذو “اللون الأزرق” العديد من الأحداث التاريخية المهمة، حيث لعب دوراً بارزاً خلال الأوقات الحرجة التي مرّت بها المملكة. كان المبنى مركزًا يضم جميع الأنشطة الاستخباراتية التي تهدف إلى حماية الوطن من التهديدات الداخلية والخارجية. ولعبت دائرة المخابرات العامة دورًا رئيسيًا في الحفاظ على الاستقرار السياسي والاجتماعي للمملكة، مما ساهم في تعزيز الأمن الوطني.
على الصعيد الثقافي، يُعتبر مبنى دائرة المخابرات العامة جزءًا من التراث المعماري للأردن، حيث يعكس مشهدًا تاريخيًا مهمًا يروي قصة تطور الأجهزة الأمنية في البلاد. كان تصميم المبنى وما يتضمنه من عناصر معمارية فريدة تعكس التأثيرات المختلفة التي تعايشت معها الدولة في تلك الفترة، وهو ما جعله محطًا للزائرين والباحثين عن التاريخ المعاصر للأردن.
باختصار، كان يمثل مبنى دائرة المخابرات العامة الأردنية القديم جزءًا لا يتجزأ من تاريخ البلاد وأرثها وتراثها، وكان له دور محوري في تطور السياسات الأمنية. هذا التاريخ الغني الذي كان يتمتع به المبنى يعكس إصرار الدولة على حماية مصالحها والحفاظ على أمن المواطنين، مما جعله رمزًا مهمًا للتاريخ والعراقة الأردنية.
هذا وكان المبنى يمثل عنواناً للصمود والتضحية التي بذلها منتسبو دائرة المخابرات. كان بمثابة رمز للأمان والاحترافية، وعكس الإخلاص الذي أبداه منتسبيه للوطن. اليوم، وأثناء حديثنا عن هذا المبنى العتيق، نتذكر تلك اللحظات الصعبة والأيام الجادة التي قضاها أبناء الوطن في العمل من أجل حماية المقدرات الوطنية.
على الرغم من اختفاء المبنى عن الخارطة، إلا أن إرثه محفور في قلوب الناس كبيرهم وصغيرهم. يستذكر الكثيرون من عاشوا تلك الفترة جدرانه التي شهدت الكثير من الأحداث الحساسة والمهمة. إن ذاكرة هذا المبنى ستبقى حية في نفوس المواطنين، وستظل تحكي قصة جيل من رجال المخابرات الذين عملوا بجد من أجل الوطن. سنظل نسترجع في أذهاننا عندما نشاهد مبنى الدائرة الجديد في عاصمتنا الحبيبة عمان كيف كان هذا المبنى علامة فارقة في تاريخ الأردن الحديث .
الرحمة على أرواح جميع أخواننا مدراء ومنتسبي هذا الجهاز الوطني ممن فارقوا هذه الدنيا وطول العمر لمن هم على قيد الحياة.