العموم نيوز: في ضوء التطورات المتسارعة في سوريا، أكد رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، اليوم الأحد، أهمية بذل أقصى الجهود لمواجهة التحديات الأمنية الراهنة، مشدداً على أن “أمن العراق يعد من أولويات الحكومة”. وأضاف السوداني أنه سيتم التصدي بكل حزم لأي تهديد يمس سيادة البلاد وأرضها، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء العراقية الرسمية “واع”.
كما أشاد السوداني في اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للأمن الوطني بـ “الإجراءات المتخذة لتأمين الحدود الدولية”، مؤكداً على أهمية الاستمرار في تعزيز الجهد الاستخباري وتكثيف متابعة التحركات الإرهابية في الأراضي السورية. وأكد على ضرورة أن يكون التواجد الميداني لجميع القيادات العسكرية في المناطق الحدودية، وتفعيل المسؤولية الأمنية بشكل أكبر في ظل الوضع الراهن.
في تطور آخر، أعلن نائب قائد العمليات المشتركة في العراق، قيس المحمداوي، اليوم عن إغلاق الحدود العراقية مع سوريا بشكل كامل، وذلك في إطار الإجراءات الأمنية المرتبطة بالتطورات في سوريا. وأوضح المحمداوي في تصريحات صحافية أن القوات المسلحة العراقية ملتزمة التزامًا تامًا بأوامر رئيس الحكومة في الحفاظ على أمن البلاد وحمايتها من أي تهديدات.
من جانبه، أكد وزير الداخلية العراقي، عبد الأمير الشمري، أن تعزيزات أمنية إضافية قد تم إرسالها إلى المناطق الحدودية مع سوريا. وأوضح أن هناك حالة من التأهب القصوى على الحدود، وأن العراق ينسق بشكل مستمر مع الحكومة السورية في إطار الجهود المشتركة لتأمين الحدود.
تأتي هذه الإجراءات في وقت حساس، بعد الهجوم المباغت الذي شنته الفصائل المسلحة في شمال سوريا منذ الأربعاء الماضي، مما أدى إلى انسحاب القوات السورية من مدينة حلب، التي كانت تحت سيطرتها منذ عام 2016 بعد هزيمة المسلحين. هذا التطور العسكري في حلب أثار مخاوف متزايدة في العراق، خاصة في ظل قرب الحدود العراقية من المناطق المتأثرة بالنزاع، وكذلك في روسيا وإيران اللتين تعدان حليفين أساسيين للحكومة السورية.
على الجانب الآخر، أكدت تركيا أنها لا علاقة لها بتطورات الوضع العسكري في سوريا، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من اتساع رقعة النزاع وتأثيره على الأمن الإقليمي.
وتجسد هذه التطورات التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة، وتؤكد على أن العراق يولي أهمية كبيرة لضمان الاستقرار على حدوده في ظل الأوضاع غير المستقرة في سوريا.